| تحقيقات
* الرياض سلطان المواش:
أكد المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لاقليم شرق المتوسط معالي الدكتور حسين بن عبد الرزاق الجزائري انه نظراً لتفاقم الخطر الذي يشكله مرض الايدز على دول وشعوب العالم فقد تزايدت أعداد المصابين بعدوى فيروسه حسب آخر التقديرات إلى ما يزيد على 36 مليوناً بنهاية عام 2000م كما بلغ مجموع الوفيات من جرائه ما يقارب 22 مليوناً وبدت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للوباء مفزعة في الدول الأكثر اصابة بالايدز فانخفض مأمول العمر عند الولادة فيها.
وأضاف المدير الاقليمي لشرق المتوسط د. الجزائري ان معدلات التنمية تقهقرت وارتفع عدد الأطفال اليتامى وفاقت كل التوقعات السابقة للخبراء والمختصين وقال المدير الاقليمي في هذا الجانب انه مع أن هناك دولاً في العالم أكثر تأثراً بالايدز من غيرها كالدول الأفريقية جنوبي الصحراء ودول جنوب شرق أسيا إلا أن هناك حقيقة لابد أن نعيها جيداً ألا وهي أن وباء الايدز لا يعترف بحدود دولية ولا يفرق بين شعب وآخر وبلد وآخر.
وقال المدير الاقليمي لشرق المتوسط في نفس الاطار انه في اقليم شرق المتوسط تشير التقديرات الأخيرة لاعداد المصابين بعدوى فيروس الايدز بأنها تربو على اربعمائه ألف حالة بنهاية عام 2000م مما يعني تضاعف تلك الأعداد المقدرة خلال عام واحد وقد بدأ وباء الايدز في التحول الى مرحلة أكثر تقدماً في كل من جيبوتي والسودان والصومال مما يشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل تلك الدول بينما تم الابلاغ عن معدلات متزايدة للاصابة في بلدان الاقليم بين المدمنين الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن والمساجين ومرضى السل وأولئك الذين يعانون من الأمراض المنقولة جنسياً.
لم تعد فعالة
وقال الدكتور حسين الجزائري للجزيرة بان المعركة قد دخلت مرحلة جديدة مع الايدز تتطلب منا العمل الجاد من أجل تطوير أساليب مواجهتنا لذلك الوباء الشرس وآثاره ومضاعفاته. فقد باتت الأساليب التي اتبعناها خلال السنوات الماضية غير فعاله في المرحلة الحالية وستصبح غير صالحة في المرحلة المستقبلية من المعركة.
واستشهد المدير الاقليمي بآيات من القرآن الكريم عن التغيير قال تعالى «ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
وأضاف: في هذا السياق فإن المكتب تنبه لتلك الحقائق حيث بدأ بالفعل في عمل تقييم للأوضاع الحالية وتحديد الأولويات اللازمة لتحديث استراتيجيات برامج مكافحة الايدز.
عدوى الأم
ونصح المجتمع كله بأن من الواجب علينا أن نبدأ في تنفيذ برامج لتقديم الرعاية الصحية المتكاملة للمصابين بعدوى فيروس الايدز ويستوجب ذلك تعزيز البيئة الأساسية للرعاية الصحية واستخدام الأدوية المتاحة لهؤلاء المصابين واجراء الاختبارات الطوعية وتقديم المشورة التطوعية وأردف قائلاً أما المداخلة التي أصبح من غير المقبول مهنياً أو أخلاقياً تأخيرها فهي الوقاية من انتقال العدوى من الأم إلى جنينها وذلك بعد أن نجحت الأدوية الحالية في تحقيق معدلات كبيرة من النجاح في هذا المجال.
سلوكيات نقل المرض
وأهاب المدير الاقليمي لشرق المتوسط د. الجزائري بانه على الجميع ألا ينسوا في خضم الحديث عن الايدز أهمية مكافحة سائر الأمراض المنقولة جنسياً فان هذه الأمراض منتشرة في العالم بصورة غير قليلة حيث يقدر عدد المصابين بها سنوياً بالملايين.
وأكد في هذا الصدد بأن هذا الشيوع يعتبر دلالة قوية على مدى انتشار السلوكيات التي تحمل في طياتها مخاطر انتقال عدوى الايدز.
كما وجه النصح في السياق نفسه بان على الدول التي لم تستكمل تطبيق برنامج مأمونية الدم. ومكافحة العدوى في كافة مستويات الرعاية الصحية بها بأن عليها أن تضع ذلك على رأس أولوياتها حيث ان الأمر لا يحتمل اي ارجاء أو تباطؤ أو تأخير.
وأوضح د. الجزائري بان المكتب ان شاء الله سوف يتابع تقديم الدعم لبرامج مكافحة الايدز في دول الاقليم لبدء التنفيذ الفعلي لسياسات المرحلة القادمة من محاربة وباء الايدز وأكد أن النجاح في تلك الخطوة يتطلب المشاركة الجادة والعمل الحثيث من كافة الأطراف بدءاً من التزام القيادة السياسية وبتعاون القطاعات الحكومية، ومروراً بمشاركة القيادات الدينية والمجتمعية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية ووصولاً إلى الأفراد بالمجتمع على اختلاف شرائحهم ومستوياتهم.
وقال إن حملة مكافحة الايدز لهذا العام تعتبر امتداداً لحملة العام الماضي إلا أنها تركز على الشباب من الرجال بصورة أخص وذلك تحت شعار «الايدز يهمني.. فهل يهمك» وتهدف الحملة الى تحفيز ودعم التزام الأفراد ولا سيما الرجال بالمشاركة في المعركة ضد الايدز وذلك من خلال حسن أدائهم لأدوارهم كأبناء وأزواج وآباء وكأفراد في المجتمع وكرر المدير الاقليمي لشرق المتوسط دعوته للشباب والرجال في بلدان هذا الاقليم ان يتمسكوا بالقيم الثمينة التي تتمتع بها مجتمعاتنا وان يحرصوا كل الحرص على وقاية انفسهم وأسرهم وأفراد مجتمعاتهم من الاصابة بعدوي الايدز كما دعاهم للمشاركة الايجابية في جهود مكافحة ذلك المرض ورعاية مرضاه كما تمنى في نهاية تصريحه أن يكون العام القادم قد يحقق في ذلك خطوات في كبح جماح هذا الوباء الفتاك ومنع انتشاره بإقليم شرق المتوسط.
|
|
|
|
|