يعلوك من تاج الغرور وقار
فكأن وصفك بالتواضع عار
وعليك تحلو بالغرور قساوة
وبه تزينك جفوة ونفار
وبه تألَّق من جمالك نوره
فمنابع الانوار منك تغار
وهو الذي أزهى بنفسك واحة
خضراء ملء مروجها الإبهار
فكأنه الغيث الذي بهطوله
تشدو الغصون وتصدح الازهار
وبدونه تبدو عيونك جدولاً
يجري، ولكن المحيط قفار
وأراك بحراً قد زهوت بكسوة
زرقاء من لون السماء تُعار
يبدو ذليلاً دون زرقته، فما
تلتذ دون خماره الابصار
ولأنت أنت البحر في جبروته
والكبر منك لزرقة وخمار
يا جرَّة عجن الجمال فخارها
فبها تصب وتسكب الاشعار
«فأريقُ» فيها كل قافية جرى
بين الجوانح غيثها المدرار
واذا الغرور قرارها وأساسها
فبدونه ما «للمُراق» قرار
إن التواضع عزة، إلا إذا
وارى الجمال فإنه لصغار
والكبر دار للقبائح في الورى
ومع الجمال فللمحاسن دار
ان الغرور من الجمال ذمَارُهُ
ومن الكبائر أن يُباح ذمار