| العالم اليوم
السياسة وحدها وليس الإرهاب كفيل بحل المشكلات.. هذا ما يردده ساسة الغرب، وآخر هؤلاء الساسة كان رئيس الحكومة البريطانية توني بلير الذي توحي تصريحاته ميلاً للهند، فالسيد بلير يطالب بتصفية حركات التحرير الكشميرية ويقف مع نظيره الهندي فاجبايي بأن يتحول الجنرال برويز مشرف إلى شرطي هندي ويقبض على كل كشميري يهدد الهند سياسياً أو عسكرياً وأن يقنع الكشميريين بالعيش في الجانب الباكستاني قانعين بالأوضاع التي آلت إليها في الجانب الهندي.
وقول بلير وقبله حلفاؤه الأمريكيون موجه أيضا للفلسطينيين، فعلى ياسر عرفات أن يقبل العرض الأمريكي الاسرائيلي ويعمل شرطياً لإسرائيل لتجنيبها هجمات الاستشهاديين الفلسطينيين. وبعد ان ينجز برويز مشرف وياسر عرفات مهماتهما البوليسية يقبل آتال بيهاري فاجبايي وآرييل شارون إجراء مفاوضات لبحث تقديم «ترضيات» ثمناً للخدمات التي قدمها بيرويز وعرفات بإجهاض نضال حركات التحرير.
وحتى يرضخ كل من الرئيسين الباكستاني والفلسطيني لشروط رئيسي الحكومتين الهندية والإسرائيلية يتغاضى الساسة الغربيون عن الإرهاب الاسرائيلي الذي يقوده آرييل شارون ضد الفلسطينيين ويتجاهلون الضغوط والتصعيد العسكري الذي يمارسه الهنود ضد الباكستانيين والذي قد يشعل حرباً نووية لا تقتصر أخطارها على البلدين، بل ستشمل جنوب آسيا بأكملها بما تمثله من كثافة بشرية وقوى عسكرية ونووية.
الإنصاف والتحليل المحايد يصنف عمل الإسرائيليين بالإرهاب المباشر وعمل الهنود بالإرهاب السياسي، ومع هذا فكل الضغوط الغربية والإيحاءات موجهة للفلسطينيين والباكستانيين تجسيداً للإرهاب الفكري والسياسي اللذين يسودان العالم.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|