| الطبية
الأكسجين مكون رئيسي للهواء المحيط بنا حيث تبلغ نسبته «21%» وبدون أكسجين لا يستطيع الجسم أن يعمل نظراً لأنه يدخل في جميع تفاعلات الجسم المختلفة بسبب سهولة الحصول على الأكسجين للانسان الطبيعي وعدم حاجته لبذل أي مجهود إرادي، فإنه لا يحس بمدى أهميته إلا عند نقصه مثلاً عند أداء التمارين وما يصاحبها من ازدياد عدد دقات القلب أو في الأماكن المرتفعة جداً حيث يحتاج الانسان إلى أن تبلغ نسبة الأكسجين لديه أكثر من 94% ليقوم بأداء مهامه في جميع الحالات.
أسباب انخفاض نسبة
الأكسجين في الدم
عند انخفاض الأكسجين في الدم لأكثر من 94%، لابد من تقييم الحالة من قبل الطبيب المختص. والأسباب تنقسم إلى أسباب حادة مؤقتة تزول بزوال السبب وأسباب مزمنة دائمة.
* الأسباب الحادة المؤقتة تشمل:
1 الالتهاب الرئوي الحاد.
2 أزمات الربو.
3 الاحتقان الرئوي بسبب هبوط القلب.
* الأسباب المزمنة الدائمة :
مثل هذه الحالات يلزمها في بعض الأحيان الاستمرارية على استخدام الأكسجين ومن أمثلتها:
1 الانسداد الرئوي المزمن.
2 التليف الرئوي.
3 اضطرابات النوم.
كيفية قياس الأكسجين
نتيجة للتطور العلمي في جميع مجالات الطب، تم استحداث عدة طرق لقياس الأكسجين في الدم ومنها:
1 جهاز قياس نسبة الأكسجين:
وهو سهل الاستخدام وآمن ويبين اضافة إلى نسبة الأكسجين عدد دقات القلب. إذا كان هناك انخفاض في نسبة الأكسجين بهذه الطريقة، لابد من قياس غازات الدم المختلفة لتحديد السبب.
2 تحليل غازات الدم:
ويتم ذلك عن طريق أخذ عينة من أحد شرايين اليد الرئيسية ومن ثم تحليلها بجهاز خاص. وتتميز هذه الطريقة بأنها تعطي معلومات أشمل ومنها نسبة الحمضيات في الدم، ومستوى غاز ثاني أكسيد الكربون وغاز أول أكسيد الكربون.
استخدام الأكسجين داخل المستشفى
إذا حدث انخفاض في نسبة الأكسجين لدى المريض لمستوى أقل من 90 92%، لابد أن يعطى المريض الأكسجين. في المستشفيات يتوفر الأكسجين في غرف المرضى ويتم ايصاله للمريض عن طريق لي خاص ومن أنواع هذه الليات:
1 اللي المنتهي بوصلة خاصة للأنف: وهو مريح للمريض بحيث يستطيع الأكل والشرب من دون ابعاد الأكسجين وهو يعطي 1 9 لترات في الدقيقة الواحدة إلا أنه يسبب جفافا في الأنف مما يستدعي استخدام بعض الكريمات المرطبة.
2 اللي المنتهي بكمامة في الوجه: ويعطي كمية أكبر من الأكسجين تصل (10) لترات في الدقيقة، إلا أنه غير دقيق في نسبة الأكسجين التي تصل إلى المريض، أيضاً يتعارض مع حاجة المريض للأكل أو الشرب لأنه يعطى بالفم مما يستدعي ابعاده عند الحاجة «للتحدث مثلاً». بعض أنواع هذا الكمام توصل بمحبس خاص يعطي كمية دقيقة من الأكسجين تصل إلى «50%».
3 اللي الموصل بكمام للوجه وكيس: وهو مشابه للي السابق إلا أنه يربط بكيس يزيد من نسبة الأكسجين التي تصل المريض، حيث تصل إلى قرابة «80 90».
ومن الجدير بالذكر أن المريض المنوم في المستشفى وتستدعي حالته استخدام الأكسجين، يتم تقييم حالته بشكل مستمر لإيقاف الأكسجين متى ما تم الاستغناء عنه.
استخدام الأكسجين في المنزل
لا يتقرر طبياً وصف الأكسجين للمريض بشكل دائم إلا بعد أن يتم فترة علاج كافية يتبين بعدها أنه لا يمكن أن تتحسن نسبة الأكسجين لأكثر من «88%» أو أن انخفاض الأكسجين يكون مصحوباً بارتفاع في كريات الدم الحمراء أو هبوط في الجهة اليمنى من القلب.
طرق اعطاء الأكسجين في المنزل
الوضع في المنزل يختلف عنه في المستشفى نظراً لعدم توفر مصدر دائم للأكسجين. وأهم الطرق المستخدمة في المنزل:
1 جهاز تركيز الأكسجين: وهو جهاز كهربائي يجمع ويركز الأكسجين الموجود في الهواء ليعطي المريض أكسجينا يعادل «1 6» لترات في الدقيقة. هذا الجهاز يحتاج إلى تيار كهربائي مستمر وكذلك يحتاج إلى صيانة دورية إلا أنه يريح المريض بعدم الحاجة إلى تعبئة يومية مثلما يحصل في أسطوانة الأكسجين.
2 اسطوانة الأكسجين: وينصح المريض دوماً بإبقاء اسطوانة أكسجين احتياطية لاستخدامها أثناء التنقل وعند انقطاع التيار الكهربائي. إلا أنها ليست طريقة عملية لاعطاء الأكسجين بشكل دائم.
عندما ينصح الطبيب المريض باستخدام الأكسجين فلابد من استخدامه بشكل منتظم لتجنب مشاكل نقص الأكسجين على المدى البعيد مثل هبوط في الجهة اليمنى من القلب أو تدهور مرض الصدر.
لتجنب ذلك أثبتت الدراسات العلمية أن استخدامه لأكثر من 15 18 ساعة في اليوم يجنب المريض الكثير من المشاكل، أما إذا استخدم أقل من 12 ساعة في اليوم فإن الفائدة المرجوة منه تكون محدودة. أيضاً ينصح المريض باستخدام كمية الأكسجين المعطاة له بدون زيادة أو نقصان فعند تقليل الكمية لا يحصل المريض على حاجته الكافية من الأكسجين مما لا يمكنه من الاستفادة منها، أما إذا زادت هذه الكمية من الأكسجين المعطاة يحدث ضرر غير محمود للمريض بسبب زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن ذلك، ومن أعراضها:
1 صداع. 2 دوخة. 3 صعوبة في الاستيقاظ من النوم. 4 صعوبة في التنفس. 5 عدم القدرة على أداء النشاط اليومي المعتاد.
عند حدوث مثل هذه الأعراض ينبغي طلب الاستشارة الطبية بشكل عاجل.
جهاز تركيز الأكسجين مثل أي جهاز كهربائي آخر يحتاج إلى صيانة دورية مع تغيير الصفايات الخاصة وكذلك تغيير الليات كل شهر وعدم استخدام لي أطول من 15 مترا.
وفي الختام نتمنى للجميع الصحة الدائمة..
د. محمد بن سعد المعمري استشاري أمراض الباطنة والصدرية
|
|
|
|
|