| الثقافية
إن الروايات المسيحية المختلفة عن الأرض المقدسة، نمت وتعمقت مع مرور القرون، سواء عن طريق الامتلاك الأحادي للمواقع المقدسة، أو عبر التأويل اللاهوتي، أو التوظيف الشعري، ورد هذا في مقدمة كتاب«بحثا عن اله ووطن»، كما أضاف المؤلف: إن خيالات العالم المسيحي كله وآماله الروحية، أصبحت وثيقة الارتباط بذلك القطاع الصغير من الأرض الواقع على الشاطئ الجنوبي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وطوال بقاء المصالح الإستراتيجية والتجارية للقوى الغربية متركزة على مكان آخر من العالم، فإن مطالبات هذه القوى المتضاربة بالأرض المقدسة كانت ذات طابع ديني حاد.
وعليه، ولارتباط فلسطين الوثيق وغير القابل للانفصام، بالدين والسياسة والتوسع الاستعماري، فقد اندفعت مختلف قوى العالم الغربي في العصور الحديثة بدءاً بحملة نابليون ضد المشرق العربي، متسلحة بالعصبية الدينية، والغطرسة القومية والمكائد الدبلوماسية، في اتجاه الصراع فيما بينها لإخضاع فلسطين، وتحقيق الهيمنة المطلقة عليها، موظفة علوم الآثار التوراتية أداة لها، وحتى عام 1917م والاحتلال البريطاني للقدس لم يتوقف الصراع الذي مازالت آثاره الباقية محسوسة في الشرق الأوسط اليوم.
وهذا الكتاب يحاول تقديم تاريخ موثق لصراع القوى الغربية على فلسطين وآثارها منذ تعرضها إلى أول غزو غربي حديث قام به نابليون في عام 1799م وحتى سقوطها بيد قوات الغزو البريطانية في عام 1917م، حيث يستعرض تفاصيل تلك الصراعات ومارافقها من مكائد ومؤامرات وتعديات، ويوضح بالتالي الخلفية السياسية والعصبية التي تقف وراء كثير من التنقيبات الأثرية في فلسطين.
|
|
|
|
|