| المجتمـع
* حوار/ عبدالله الفنيخ:
هل لا يزال يعيش أبناؤنا الطلاب حالات من الخوف والاضطراب النفسي في أيام الاختبارات؟.. أم تغيير الوضع في ظل التغيرات والتطورات العلمية والعملية للاستذكار والتعامل ووجود أساليب حديثة يطرقها الشباب.
وما هو دور الأسرة والمدرسة والمعلم في تهيئة الجو المناسب للطالب وإزالة شبح الاختبارات.. كل هذه الاستفسارات نقلناها لعدد من المختصين الذين أجابوا عليها خلال الأسطر التالية:
حال المعلم والطالب
في البداية تحدث لنا عبدالله بن علي الطريف مدير إدارة الإشراف التربوي والتدريب بإدارة تعليم محافظة عنيزة وقال:
حلت بساحتنا هذه الأيام أيام الاختبارات، وهي أيام تختلف عن غيرها من الأيام، حديثي هذا عن المقارنة بينها وبين أيام الاختبارات في فترة سابقة من تاريخ التعليم عشتها وأترابي قبل عشرين سنة، أيام كان للاختبارات فيها هيبة عظيمة، ربما تسببت بفقد كثير من المعلومات، بسبب الضغط النفسي الذي يعيشه الطلاب، وبالتقويم المعلوماتي الشامل المعتمد على الحفظ البحت، وبالشد النفسي الرهيب الذي يعيشه الطالب في قاعة الاختبارات، والرقابة اللصيقة التي يمارسها المديرون والمعلمون التي أحدثتها التحفظات الشديدة، وسوء الظن بالطالب الذي يعتمد أن كل طالب يعتبر (محاولاً للغش حتى تثبت براءته).
وواصل الطريف حديثه قائلاً: كل ما ذكرت أحدث هيبة وهما عند طائفة من الطلاب، ربما أحدث إخفاقاً في أداء الاختبارات أو ارتباكاً أثر على جودة الأداء، وسعي مسعور من طائف أخرى للبحث عن وسائل للغش ربما لا تخطر على البال، وربما انزلقت طائفة ثالثة إلى البحث عن بعض العقاقير المنشطة لمواصلة الليل بالنهار من أجل الدراسة والحفظ، صارت تصنف في عصرنا هذا بأنها أنواع من المنبهات والمنشطات المحظورة، ومن بين أولئك جميعاً تسرب عدد كبير من الطلاب من التعليم وأعاد كثير من الطلاب السنة الدراسية مرة أو مرتين، وصار السالم من الرسوب أو تكراره نزر يسير من الطلاب، حتى كان السالم من ذلك نادراً، وأضحى الرسوب دعوة يدعو بها البريء على نفسه برهاناً على صدقه.
تلك الحال كان يعيشها الطالب.. وانظروا إلى حال المعلم، كيف كان يعيش الأيام التي قبل الاختبار أو أيامه، في تلك الأيام يستنفر جل المعلمين أنفسهم من أجل التعليم، فتجد المعلم يستغل الأيام الأخيرة بدروس المراجعة المخطط لها، قد جند نفسه لحل كل مشكل، وكلف الطالب بالاستعداد لهذه الدروس، وربما طلب من الطلاب الحضور في خارج وقت الدوام من أجل ذلك، وكنا نسمع عن دروس قبل فترة الاختبار الأولى يقدمها معلمو طلاب شهادات إتمام المراحل الدراسية، لأن الأسئلة قد وضعت بالوزارة.
أما المساجد فقد عُمرت بالدارسين في كل وقت، وصار التأخر فيها حتى بعد منتصف الليل للدرس والمراجعة أمراً معتاداً عند الناس، بل ربما وجدت بعض الطلاب تحت أعمدة الإنارة في شوارع المدن من أجل الدراسة، بل هو مشهد مألوف في المدن الكبرى.
وأضاف الطريقي قائلاً: ودارت الأيام دورتها، وتغيرت كثير من الأنظمة، وبنية المجتمع وحاجاته، وأصيب كثير من أبناء الأمة بداء عضال أسأل الله أن ييسر علاجه، ألا وهو عدم المبالاة، وعدم حمل الهم للتعلم، وبح صوت الوالدين من النداءات لأولادهم لدعوتهم للدرس والمذاكرة وإعلان المغريات وعرض الموافقة لاستقطاب المعلمين الأكفاء لتدريس الأبناء، ولكن لا حياة لكثير ممن تنادي.
الإعلام يساهم في تصحيح المفهوم
وتحدث ل«الجزيرة» خليفة بن خالد الرشيد رئيس الإشراف التحريري في إدارات تعليم الرس فقال: لا شك أن للاختبارات رهبة وشعوراً خاصاً لكونه تحديداً للمحصلة النهائية العلمية خلال الفترة السابقة وكون الفرصة من الصعب تعويضها في حالة فقدانها أو جزء منها وأيضاً أنها محاولة لإثبات الذات والتنافس مع الآخرين ولأجل أن يتجاوز الطالب هذه الفترة العصيبة في حياته العلمية ينبغي له عدة أمور:
أولاً: الإخلاص لله عز وجل في طلب العلم وجعل هذه الفترة مما يكرنا بالامتحان الأعظم ولذلك نلجأ إلى الله ونطلب منه التوفيق والنجاح في الدارين.
ثانياً: تخطيط الوقت في اليوم الواحد بحيث يأخذ كل شيء نصيبه (النوم والمذاكرة والصلاة والأكل والاستجمام...).
ثالثاً: اختيار مكان مخصص للمذاكرة بعيداً عن المؤثرات الخارجية للذهن ويفضل تغيير المكان من وقت لآخر حتى لا يتسرب الملل للنفس.
رابعاً: عند الإحساس بالإجهاد أو النوم يلزم قسطاً من الراحة مباشرة حتى يستعيد الذهن والجسم بأكمله النشاط.
خامساً: السهر له أثر سلبي على التركيز ولذلك ينصح بعدم السهر ويمكن الاستيقاظ مبكراً لاستكمال المذاكرة.
كما شارك صبري محمد عبدالدايم الحاصل على ماجستير الأمراض النفسية والعصبية (مدرس مساعد بقسم الطب النفسي جامعة طنطا مصر) وحالياً يعمل في مستوصف السلام بعنيزة.. قال: اقتربت الامتحانات وكثرت شكوى طلابنا من ضعف التركيز والنسيان، ولأخي الطالب أقول: ثق بعقلك فهو كالعملاق الساكن إن احتجته وجدته وقد أثبت العلماء أننا نستخدم فقط أقل من 1 من قدرة عقولنا على الاستيعاب والتحصيل، لذا عملية التذكر تتكون من شقين: شق تخزين المعلومات وشق استدعائها وأننا عندما نشكو من النسيان فإننا حقيقة نشكو من ضعف قدرتنا على استدعاء المعلومات لا من قدرتنا على تخزينها وإليكم بعض النصائح التي تعينكم بإذن الله على زيادة قدرة استدعاء المعلومات.
* تقسيم أوقات المذاكرة إلى وحدات من (30 45 دقيقة) مع أخذ فترة راحة (510) دقائق بين كل فترة وأخرى يساعد كثيراً في دفع الملل وبناء ايقاع متناسق للمخ في عملية التحصيل.
* إن المذاكرة المبنية على الفهم وربط المعلومات ببعضها أفضل كثيراً من تلك المبنية على الحفظ والصم الأعمى.
* إن إبراز المعلومات المهمة التي تعتبر محاور لموضوع الدرس تضع خطوطاً تحت الكلمات والعبارات وتلوينها يساعد كثيراً في عملية التذكر.
* إن المراجعة المستمرة لما تم دراسته ولاسيما بإجابة الأسئلة الموضوعة حول موضوع الدرس يساعد كثيراً في عملية التذكر ولا يفوتني قبل أن أترككم لمذاكرتكم أن أشير إليكم ببعض النقاط الفنية التي تجعل عملية الاستذكار سهلة ومريحة:
* ضع لنفسك جدولاً توزع فيه كمية المادة العلمية المطلوب استذكارها عن الوقت المتاح فإن ذلك يوفر عليك جهداً كبيراً.
* اقرأ الدرس بسرعة أولاً فإن ذلك يكون بمثابة التسخين بالنسبة للمخ كلاعب عندما يسخن قبل اللعب.
* لتكن درجة حرارة الغرفة التي تذاكر فيها مناسبة من (18 28م).
* ليكن المكان الذي تذاكر فيه هادئاً خالياً من وسائل تشتيت الذهن (كالموسيقى مثلاً).
* لتكن إضاءة المكان الذي تذاكر فيه كافية وتهويته جيدة.
* أرح عينيك من القراءة بين الحين والآخر بأن تنظر إلى شيء بعيد مثلاً فإن ذلك يعينك على استرخاء عضلات العينين ومواصلة الاستذكار.
* اغمض عينيك بعد فترة من الاستذكار وحاول استرجاع ما ذاكرته في تخيلك.
* حافظ على وضعك أثناء المذاكرة قائماً ولتكن مسافة بين الكتاب الذي تذاكر فيه وعينيك مناسبة من (3050سم).
وفي النهاية أهمس في أذن الآباء والأمهات بأن يوفروا لأولادهم الهدوء والسكينة أثناء فترة الامتحانات فأولادنا هم فلذات أكبادنا وثمرة جهدنا؛ والله الموفق.
|
|
|
|
|