| مقـالات
لقد وصل العالم الغربي دول في أوروبا، وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى أعلى مستوى من التطور العلمي والتقني وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية في مجالات متعددة، في الصناعة، والطب، والزراعة والاتصالات، والهندسة العمرانية والبناء ناطحات السحاب وغزو الفضاء.. الخ.
ولكن من اتيحت أو تتاح له الفرصة للدراسة أو للعيش لبعض الوقت في احدى هذه الدول، والاختلاط بمواطنيها من مختلف الفئات والطبقات من رجل الشارع العادي إلى العالِم يستغرب ويتعجب ويدهش من ضحالة العقول والتفكير عندهم، ونظراتهم السطحية للحياة والقيم والاخلاق والاديان والعادات عند غيرهم من الشعوب الاخرى، وينصب تفكيرهم على أمور تافهة لا قيمة لها.. لقد اتاح لنا التقدم التقني في وسائل الاتصال أن نشاهد ونرى على مدار الساعة ما حدث ويحدث في افغانستان من حرب وقصف وقتل، ومطاردات للارهاب، ومن تناحر وتقاتل وصراعات بين القبائل والاعراق المختلفة. وشاهدنا وشاهد معنا الملايين من الناس مخيمات الجياع والمشردين والمرضى والمعوقين والعراة، ورأينا هذه المناظر التي تدعو إلى الحزن والاسى، وقد اثارت هذه المناظر المأساوية القلوب الخيرة والعطوفة على مد يد العون والمساعدة إلى اولئك المساكين، فقامت ولا تزال حكومتنا الرشيدة حكومة المملكة العربية السعودية بمد يد العون والمساعدة والاغاثة للناس هناك، فارسلت الاغذية والاغطية والادوية والخيام.. وهذا الشعور نابع عن المثل والاخلاق والعقيدة التي يتمتع بها بلدنا واهله.
وبالمقابل فقد اتحفتنا وسائل الإعلام الغربية بمشاهد من افغانستان تدل على الانسانية والحضارة والتقدم من وجهة نظرهم، فرأينا في قنواتهم التلفزيونية نساء افغانيات يطرحن الحجاب والبرقع جانباً، واخريات يقصصن شعورهن ويقلمن اظافرهن ويتزيَّنَّ في صالونات الحلاقة، وشاهدنا جموعاً غفيرة متراصة ومتزاحمة لمشاهدة أحد افلام هليوود، وشباباً وشيوخاً تحلق لحاهم، وهم في حالة من الفرح والسرور والغبطة ورأينا ايضاً شباباً وشيوخاً يغنون ويرقصون ويعزفون.. هذا ما تحتاجه افغانستان من مساعدة في مفهوم عقل وفكر الانسان الغربي.. وهذه هي العولمة والاصالة الغربية.. تذكر لنا الروايات التاريخية ابان الثورة الفرنسية ان الناس عندما احاطت بالقصر الملكي وهم يصيحون ويرددون.. خبز.. خبز اطلت عليهم ابنة ماري انطوانيت زوجة الملك من الشرفة وسألت: ماذا يريدون؟ قيل لها: يريدون خبزاً.. فقالت: اعطوهم كيكاً..!!هذا ما يفعله وما يريده العقل والتفكير الغربي.. صالونات حلاقة للرجال والنساء، وفرق موسيقية ونواد ليلية، وملكات جمال نبش الإعلام الغربي عن ملكة جمال افغانية أكل الدهر عليها وشرب تعيش في أمريكا لتدلي بدلوها عما يحتاجه الناس في افغانستان أما من يعيش في المخيمات والفقر والعوز والمرض، فله الله والايدي الخيرة.
الرياض ص ب 87416 رمز بريدي 11642
|
|
|
|
|