| العالم اليوم
* كينشاسا فينبار اوريلي رويترز:
من المنتظر استئناف مناقشات طال انتظارها لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في جمهورية الكونجو الديمقراطية هذا الشهر لكن بالنسبة للبعض في عاصمة الدولة الواقعة في وسط أفريقيا فان المحادثات غير الرسمية بدأت بالفعل.
ويتجمع ناس في شوارع كينشاسا يوميا وقد أحبطهم ندرة الأخبار التي تنقلها وسائل الاعلام الخاضعة لسيطرة الدولة وتعثر عملية السلام واستمرار حالة انعدام الأمن ليتبادلوا معلومات ويناقشوا قضايا سياسية ملحة.
وتجتذب هذه المنتديات التي تعرف باسم البرلمانات الواقفة حشدا من المحاورين خلال اليوم بعضهم يرتدي ملابس انيقة والبعض الاخر في ثياب بالية وجميعهم معرض لان تعتقله الشرطة المتيقظة دوما.
ومع ذلك يحرص البرلمانيون الذين عينوا انفسهم على العودة حيث يشعرون بضرورة ملحة لإنهاء الحرب في الدولة الغنية بالموارد الطبيعية حيث سقط أكثر من مليوني قتيل في الاعوام الثلاثة الماضية بسبب العنف والمجاعة وعدم الحصول على رعاية صحية كافية.
قال موظف عمره 43 عاما معظم الناس هنا لم تأكل اليوم. أنا نفسي استطيع ان أبقى ليومين أو ثلاثة أيام دون طعام. وينطبق هذا على الجميع هنا ومضى يقول لا يمكن ان نتعب من السياسة، من هنا نحقق التغيير.
وأضاف من يأتي هنا عليه ان يعرف ان الشرطة قد تعتقله، لكننا لا نستدعي الخطر لان الخطر مقيم هنا. يمكن للمرء ان ينجو من الموت هنا في الشارع لكن عندما يذهب للبيت يواجهه هناك.
وبينما يراوغ قادة الفصائل المتحاربة أصبح هذا البرلمان الذي يجذب نحو مائة شخص في يوم عاد مؤشرا لقياس الرأي العام ويقال ان جواسيس الشرطة يندسون في هذه اللقاءات.
وقال رئيس تحرير إحدى الصحف الكونجولية اليومية المستقلة الكبرى يمكن للحكومة قياس المناخ الاجتماعي أو السياسي في المدينة من خلال هذا البرلمان. وأضاف البرلمان الواقف مطلوب لان وسائل الإعلام الرسمية ليست منفتحة ...والصحف مرتفعة الثمن والأخبار في الإذاعة والتلفزيون خاضعة تماما لرقابة الدولة ومن ثم لا تحظى بمصداقية دائما بين الناس.
وكان ما يسمى بالحوار بين الكونجوليين لإنهاء الحرب الأهلية في الكونجو الموضوع الأكثر سخونة في الاسابيع الأخيرة.
وبدأت الحرب في عام 1998 عندما سعى ثوار تدعمهم اوغندا ورواندا للإطاحة بالرئيس الراحل لوران كابيلا بينما أرسلت انجولا وزيمبابوي وناميبيا القوات لدعمه. وفشلت محاولة في اكتوبر تشرين الاول الماضي لتوحيد قادة من الحكومة ومن الثوار من التجمع من اجل الديمقراطية الكونجولية وحركة التحرير الكونجولية عندما انسحبت الحكومة.
|
|
|
|
|