| العالم اليوم
قلة من الفنانين من وهبهم الله إلى جانب الموهبة الفنية حظاً من الثقافة بعضهم يرتقي إلى مشروع مفكر، إذ يستثمر موهبته وموقعه في بلاط الفن لإصلاح ما تبتلى به المجتمعات من أمراض فيكون كالمبضع بيد الجراح يستأصل الأورام بدون ألم.. إلا أن الفنان محمد بن عبدالله بن علي السالم «محمد العلي» رحمه الله.. جراح اجتماعي يستأصل الأورام بالابتسامة، فالمرحوم وظف الفن لخدمة المجتمع دون أن يخرج عن أطر القيم الاجتماعية، فرغم النظرة الاجتماعية التي كانت تعتبر التمثيل نوعاً من العبث ان لم يكن لدى البعض أدنى من ذلك، إلا أن «أبا عبدالاله» يرحمه الله حظي بمكانة اجتماعية راقية، تبلورت صورتها من الأدوار التي قام بها والتي كانت تبرز القيم الاجتماعية بقوالب راقية وضمن كوادر فنية نقدية تهدف للإصلاح دون السخرية من الشخصية، وهذا ما جعل منه قيمة فنية واجتماعية مقدرة.
والذي عرف محمد العلي وجالسه وارتبط معه بصداقة أو صحبة، أو حتى رفقة عابرة في سفر داخل المملكة أو إلى خارجها، يعرف أن داخل محمد العلي يسكن المثقف المهموم بقضايا أمته، فرغم لهجته الساخرة تجد عنده أفكاراً وآراء نفتقدها لدى العديد ممن يحملون لقب فنان على طول الساحة العربية الفنية.
وابو عبدالإله رحمه الله وغفر له اكتسب محبة الناس وبالذات هنا في المملكة وفي الخليج لشخصيته المحببة أولاً ولأنه جسد الالتزام الخلقي والسلوكي الفني فلم يقدم عملاً مبتذلاً ولم يكن في حياته العلنية ولا حتى التي يحاول البعض اخفاءها ما يتعارض مع ما اجمع عليه المجتمع من قيم وتقاليد.
رحم الله الصديق الفقيد محمد العلي (اباعبدالاله) فقد فقدناه كصديق.. وكفنان مثقف، ملتزم يقيم مجتمعه، وكواجهة مشرفة للفن السعودي، وسفيره إلى الإخوة العرب وما تكريمه قبل عامين من قبل جامعة الدول العربية كأحد الرواد العرب في المسرح الا تقدير لهذا الرجل الذي سيترك فراغاً من الصعب أن يشغله غيره.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|