| القرية الالكترونية
* الجزيرة خاص:
لقد تحطم بريق الأمل المنشود خلال الأسابيع الأخيرة من الشهر الأخير من عام 2001، ففي تاريخ التكنولوجيا يعتبر هذا العام من أسوأ الأوقات على الإطلاق، حتى قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت معظم الصناعات تمر بحالات تسويقية صعبة جدا.
وقد جعلت هذه الأحداث الأمور أسوأ للجميع باستثناء مزودي ألعاب الفيديو والتقنيات المتعلقة بالأمن والحماية.
يقول السيد مارك اديلسون المحلل والمتخصص بمجال أشباه الموصلات في شركة مورجانستانلي دين ويتر : «إن أفضل ما يمكن قوله عن عام 2001 أنه قد انتهى» وأضاف قائلا «إنها بالتأكيد أسوأ سنة في سجلات قطاع التكنولوجيا».
ويقول السيد ستانلي مايرز رئيس شركة أشباه الموصلات و المعادن الدولية (SEMI) والذي يدير عمليات تجارية مع المركز الرئيسي في سان خوزيه «لقد عملت في حقل صناعة التكنولوجيا لأكثر من 35 عاما، وهذه أسوأ سنة أشهدها»، ان شركات مجموعة مايرز البالغة (2400) شركة والتي تعتبر الأساس في تزويدالسوق بالتكنولوجيا المتقدمة حيث تمده بالمواد والأدوات اللازمة لتصنيع أشباه الموصلات والتي تشكل بدورها الدرع القوي للأجهزة الرقمية، عانى أعضاء هذه المجموعة من انخفاض في عائداتها قدره 30 % في عام 2001 مقارنة مع عام 2000.
ولكن الأمور لم تكن أفضل حالا في المجالات الأخرى في تجارة التكنولوجيا المتقدمة.
الرقائق الإلكترونية
إن مصانع أشباه الموصلات مثل ( المعالجات الدقيقة، ورقائق الذاكرة وأنوع أخرى من الرقائق) قد عانت من «أسوأ انخفاض في تاريخها» حسب إحصائيات نهاية العام الأولية التي قامت بها شركة جارتنر داتاكويست في الأسبوع الماضي.
وحسب ما ذكرت شركات البحوث فإن هناك انخفاضاً في العائدات على مستوى العالم قدره 33%، وان الضرر كان واسعا و عميقا، فمن بين أكبر 10 شركات من الشركات المزودة للرقائق كان معدل انخفاض العائدات المتوقع يتراوح ما بين 19% و 49%، فشركة أنتل الرائدة في هذا المجال شهدت انخفاضا قدره 4. 22 %، وخلال ال 12 شهر السابقة ومنها شهر أكتوبر قدرت شركة ادلستون خسارة صناعة أشباه الموصلات عالميا حيث بلغ مجموع عائداتها ما مجموعه 100 بليون دولار مقارنة بمعدل عائداتها في سنوات الذروة والتي بلغت 223 بليون دولار.
الحاسبات الشخصية
إن مبيعات الحاسبات الشخصية والتي تعتبر من بين جميع أجهزة تقنية المعلومات ثورة رقمية قد انخفضت مبيعاتها أيضا لثاني مرة في تاريخها، وتبعا للتقديرات الأولية لشركة داتاكويست فان الشحنات العالمية ستنخفض بنسبة 8 .4 % ولهذا ستسير الأمور من سيئ إلى أسوأ إذا لم يحصل نمو في منطقة آسيا والمحيط الهندي وأمريكا اللاتينية.
أما في الولايات المتحدة وتبعا لما ذكره السيد تشارلز سملدرز نائب رئيس شركة البحث لشؤون الهاردوير فإن أرقام صناعات الحاسبات الشخصية قد انخفضت بنسبة 2 .11 % وهذه نتيجة مذهلة لصناعة لم تشهد هبوطا في شحنات مبيعاتها منذ عام 1986 عندما انخفضت إلى 2 %، وجميع هذه الأرقام مقاسه بعدد الوحدات التي تم شحنها، وبالدولارات فإن الهبوط كان حادا أكثر لأن صانعي الحاسبات الشخصية اضطروا أن يلجؤوا إلى تخفيضات كبيرة وخصومات وتوزيع بالمجان وذلك لمنع سعر البيع من الاستمرار بالانخفاض.
وطبقا لبيانات سملدرز فإن مجموع النفقات على الحاسبات الشخصية سينخفض عالميا هذه السنة بنسبة 16% أو أكثر.
أما في الولايات المتحدة فسيصل الانخفاض إلى أكثر من 26 % مقارنة بالعام الماضي، لقد تجاوزت القليل من الشركات العاصفة بدون أضرار كبيرة فمثلا عانت شركة ابل من خسارة كبيرة في كانون الثاني الماضي ولكنها سرعان ما قامت بتصحيح أوضاعها وعادت إلى وضعها الطبيعي حتى نهاية السنة.
أما شركة دل وبنموذج مبيعاتها الكفء بدأت حرب على الأسعار واستطاعت أن تحتكر اسهم السوق أكثر من منافسيها وبالتالي تربعت على قمة مبيعات الحاسبات الشخصية، والانحسار في المبيعات والصناعة جعل كلاً من شركة HP وشركة كومباك يندمجا معا وقدرحب المحللون والمستثمرون في هذه الخطوة.
وقد قام كل من والتر هيوليوتو ديفد وودلي وريثا شركة HP بصب الزيت فوق النار عندما عارضوا صفقة في تشرين الثاني واتهموها بأنها ستقوض سمعة الشركة وتقلل من تاريخها الأسطوري.
وبعد حوالي شهر ذكرت مؤسسة ديفد ولوسيل باكارد التي تملك 4. 10 % من أسهم شركة HP بأنها ستصوت ب (لا ).
وقد تصاعدت حدة الخلاف حتى وصلت إلى معركة قاسية جدا من البيانات الصحفية وإعلانات على صفحات كاملة مع مستقبل ومصير الشركات التابعة لها.
الأجهزة المحمولة
إن مبيعات الأجهزة الرقمية مثل الهواتف الخلوية والمفكرات المحمولة وغيرها من الأجهزة المحمولة قد ترتفع إلى نصف بليون دولار هذه السنة ولكن يتنبأ معظم مراقبي الصناعة بأن المجموع الكلي للمبيعات سيكون أقل من 450 مليون جهاز ويمكن أن يصل إلى 300 مليون جهاز.
أما الحاسبات المحمولة باليد فقد توقع لها نمو عالميا للوحدة الواحدة وصل إلى 50% هذا العام، ولكن في شهر تشرين الأول انخفضت هذه النسبة إلى( 10 20% ) مع التحذير بأن مبيعات الولايات المتحدة لا يمكن أن تصل إلى ما وصلت إليه في العام السابق، حتى ان هذه التقديرات قد تبدو متفائلة أيضا.
وقد أصدرت شركة بالم الأسبوع الماضي تقريرا يفيد بأن مبيعات الوحدة الواحدة للربع الذي انتهى في تشرين الثاني قد انخفضت أكثر من 25% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وأضافت ان الشركة عانت من انخفاض وصل إلى 44 % هذا العام بينما احتفلت في العام الماضي وللمرة الرابعة على التوالي بتحقيق نمو في العائدات كان يصل سنويا إلى 100 %.
شركات الإنترنت (.COMs )
على الرغم من أن هذه الشركات باشرت أعمالها عام2000 إلا أنها ازدادت وبشكل ملحوظ هذا العام.
وقد ذكرت شركة ويب ميرجردوت كوم لخدمات الإنترنت أنه تم إغلاق حوالي 516 شركة إنترنت منذ بداية هذا العام مقارنة ب 225 شركة عام 2000، فقد كانت التجارة الإلكترونية في ذروتها بالنسبة لعدة شركات مثل (E Toys.Webvan) حيث وصلت قيمة السهم في شركة E Toys في ذروته في تشرين الأول من عام 1999 إلى 25 .84 دولاراً ولكنه انخفض انخفاضا كبيرا وصل إلى 9 سنتات في آذار.
وعندما لم تستطع الشركة أن تجد ممولين جدد اضطرت في النهاية أن تعلن عن إغلاق هذا الموقع لأنه لم يعد مجداً.
أما شركة Webvan والتي تقوم بتوصيل المشتريات من خلال الإنترنت إلى البيوت فقد حاولت إقناع الأمريكيين بالتخلي عن شراء الخضراوات من المتاجر واستخدام الإنترنت بدلا منها ولكنها في النهاية عانت من شح في الوقود، ووصلت خسائرها إلى 830 مليون دولار وفقد 2000 عامل وظيفتهم كان منهم 900 في منطقة الساحل.
وقد ذكر السيد جورج شانون الذي خرج من السجن قبل ثلاثة أشهر بكفالة مالية أنه اضطر إلى توقيع عقد عمل قاس بقيمة 375 ألف دولار لمدى الحياة.
البنية التحتية للإنترنت
ذكر محللون ومن خلال رصدهم لنجاحات العصر الذهبي لتجار البنية التحتية للإنترنت مثل ليفي ستراوس و ليزلاند ستراوفد وسام بيرنان حيث كان يتوقع لهم نجاح كبير، إلا أن عام 2000 أثبت فشل هذا التوقع على الأقل على المدى القصير.
أما شركة سانت هوزيه لتجهيز الشبكات الضخمة والتي تعتبر من أقوى الشركات فقد عانت هي أيضا من خسارة في الربع الأول من هذا العام، لم تشهد مثلها منذ 11 عاماً.
واضطرت أن تتلف أجهزة كانت قد اشترتها بقيمة 2 .2 بليون دولار لم تعد تلزمها، وفي فرع آخر لنفس الشركة يسمى (JDS) اضطر أيضا للاستغناء عن نصف عماله وأن يتلف أجهزة بقيمة 50 بليون دولار.
وفي تموز الماضي قامت شركة صن مايكرو سيستيم والتي كانت تتفاخر بأنها السبب في خسارة شركات الإنترنت وهي التي لم تشهد أي خسارة منذ 12 عاماً حيث سجلت وخلال ثلاثة أشهر خسارتين الثانية كانت ضعف الأولى وانخفضت عائداتها 43%.
أما شركة اكسيدوس كوميونيكيشن والتي تعتبر الأفضل في استضافة مواقع الإنترنت فقد اضطرت إلى إعلان إفلاسها وتصفية ممتلكاتها ومن بين مزودي الخطوط الرقمية(DSL) اضطرت شركة نورث بوينت كوميونيكيشن ومنافستها كوفاد ريذيم للإغلاق وإعلان إفلاسهما.
وقامت شركة متريكوم الرائدة في الاتصالات اللاسلكية بإعلان إفلاسها وانتهى بها الحال إلى بيع شبكتها التي كلفتها بليون دولار بمبلغ 25 .8 ملايين دولار.
أما شركة اكسيت أت هوم وهي الشركة التي ابتكرت طريقة الولوج بواسطة الكوابل وحصلت على اشتراكات وصلت إلى 40% من عامة الناس عانت من خسارة فادحة اضطرت معها إلى قطع خدماتها عن 760 ألف مشترك، وأعلنت أنها ستغلق أبوابها في شهر شباط.
الضحايا
إن أكثر المتضررين من كل هذا هم العمال الذين خسروا وظائفهم حيث اضطرت كل من شركة تشالينجر و شركة جريي وكريسماس إلى الاستغناء عن خدمات (292765) عامل في مجال التكنولوجيا والاتصالات و (162038) وظيفة تتعلق بالكمبيوتر و ( 145231 ) وظيفة إلكترونية.
ومحليا فإن معدل البطالة في أعمال التكنولوجيا في مقاطعة سانتاكلارا قفز في كانون الأول من عام 2000 من 3 .1 % إلى 6. 6% وذلك طبقا لمكتب الإحصاءات الفيدرالي.
كما عانى المستثمرون الذين يتعاملون في معدات الكمبيوتر أيضا من خسارات فادحة فقد شهد مؤشر نازداك هبوطاً بنسبة 20% لغاية الآن.
الأخبار الجيدة
جميع ما سبق لا يعني عدم وجود بارقة أمل، فالأسواق ممتلئة بألعاب الفيديو ومحطات الألعاب (بلاي ستيشن) وغيرها من الألعاب المختلفة.
وقد وصلت مبيعات الولايات المتحدة من ألعاب الفيديو وتوابعها إلى 4 .11 بليون دولار هذا العام وهي قفزة أكثر بنسبة 40% عن العام الماضي.
وقد حققت شركة مايكروسوفت أيضا أرباحا هائلة بعد إطلاقها النسخة الجديدة من ويندوز اكس بي.
وهناك تقنية أخرى ذات قيمة لشركة اي بي أم ارتفعت فيها قيمة السهم بنسبة 45 % هذا العام، وبينما لم ترتفع أرباح شركة مايكروسوفت من أجل تعويض خسارتها عام 2000 قفزت أرباح شركة اي بي ام بنسبة 12% من أعلى نسبة وصلت إليها عام1999، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ارتفعت أسهم شركات مزودي تكنولوجيا أدوات الأمن والحماية، ليس فقط على مستوى البرمجيات مثل شركة سيمانتك وشركة نتوركاسوشيتس بل أيضا مصنعي الأدوات والأجهزة الإلكترونية مثل شركة انفيجن وشركة ايدنتكس وشركة فيزاج.
النظر إلى المستقبل ان أفضل ما يمكن قوله عن الوضع الحالي لمعظم صناعات التكنولوجيا أنه في تدن مستمر بينما يتنبأ المراقبون بحصول تحول حاد في أي وقت.
ويتوقع الكثيرون تحسن الأحوال بعد عام 2002.
ويقول المحلل سمدلر المتخصص في الحاسبات الشخصية إننا نأمل بتحسن الأوضاع في النصف الثاني من عام 2002 مشيرا بذلك إلى العوامل التي ساعدت ذلك الانحدار مثل اضطرار الكثير من الشركات إلى تبديل ملايين من أجهزتها التي اشترتها في الأعوام 1998 و 1999 لتتواءم مع مشكلة عام 2000.
ومن ناحية أخرى أشار إلى تفضيل كل من الشركات و المستهلكين الإبقاء على أجهزتهم أطول فترة ممكنة وذلك لقدرة هذه الأجهزة على القيام بمعظم مهامها وهذا ينطبق على الولايات المتحدة حيث يقول سمدلر إن كل شخص في أمريكا محتاج إلى جهاز كمبيوتر لديه في الأصل واحد.
وأضاف قائلا «في النهاية الموضوع كله يعتمد على البيئة الاقتصادية بشكل عام، واننا نتوقع جميع الاحتمالات بما فيها عدم حصول نمو بتاتا في العام المقبل».
|
|
|
|
|