| مقـالات
قيل لأحد التابعين.. لماذا يصفر وجهك عندما تخلص من الوضوء؟ قال: ألا تدرون من تقابلون إذا انتهى الواحد منكم من وضوئه؟
كأنه يشير إلى أن الناس يقابلون خالقهم.. الرب العظيم.. الذي يخافه المؤمن ويرجوه.. ومن خصائص التكامل الإيماني للمسلم أن يعبد الله كأنه يراه.. والرؤيا تتطلب الانصياع الكامل في الوجهة والخشوع التام.. ولذلك فقد قيل للمصلي الذي يكثر الحركةفي صلاته لو خشع قلبه لخشعت جوارحه.
وإني لأعجب لبعض الناس عندما يدخل المسجد للقاء ربه العظيم يحضر معه ما يسمى بالجوال.. بل ويتركه مفتوحاً.. حتى إذا دخل الناس في الصلاة..بدأت ألوان من الموسيقى تصدح.. فيعلق ذلك بآذان الناس.. فيصرفهم عما يقرأون.. ويكدر عليهم خشوعهم.
يقول الدكتور عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء في لقاء معه. عندما سئل عن هؤلاء الذين لا يهتمون بمشاعر الناس في عبادتهم فيتركون جوالاتهم تصدح.. قال هذا شيء لا يجوز.، ثم استشهد بقوله تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا.. فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا..) ولا شك أن هذا حكم قياسي يجب أن يعتبر به أولئك المهملون الذين لا يفكرون إلا أن العبادة حركات تؤدى فقط.
وإذا نظرنا إلى أنواع العبادات لدى الجاهليين.. رأينا القرآن الكريم يصف عبادة أهل الجاهلية قبل الإسلام وطوافهم حول الكعبة بأنه نوع من التصفيق والتصفير.. وهو شيء خارج عن نوع العبادات لأنه من اختراع البشر، ولم ينزل به كتاب. قال تعالى : «ما كانت صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصدية».
وإهمال الجوال في المساجد هو سخرية واستهزاء، لأن صاحبه لم يهتم بهذه العبادة ولم يراع شعور المصلين.. ولذلك فقد ذم الله المستهزئين بالمسلمين عندما نادوا إلى الصلاة. فقال تعالى : «وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعباً. ذلك بأنهم قوم لا يعقلون..» ثم إن هناك سؤالاً.. هل في استطاعة صاحب الجوال إذا ما رن أثناء الصلاة أن يخرجه من جيبه ليرى من يتكلم ثم يحدثه؟ إنه لو فعل فقد بالغ في الاستهزاء.
وبطلت صلاته.. وإذن فلماذا يضع الجوال في جيبه ويتركه مفتوحاً في جيبه؟! يجب أن نحترم عباداتنا ومواقفنا أمام خالقنا ولا نتيح للشيطان من الجن والإنس أن يفسد علينا ما هو وسيلة لرضا خالقنا.
|
|
|
|
|