| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من الصعب على الإنسان المجبول على الخطأ والنسيان التفوه بحكم قاطع دونما الاطلاع على مختلف جوانبه، وفهمه حق المعرفة، ومما تجدر الاشارة إليه هنا هو ان ا لأحكام تختلف باختلاف الظروف المحيطة بها.
ويزخر التاريخ بحقبه بالعديد من الأمثلة والنماذج القياسية التي نستشف منها حكمة التأني وعدم الإسراع في البت بالقضايا على مختلف أحجامها وتنوعها، ولنأخذ صلح الحديبية أنموذجاً لذلك، فعندما وافق رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل على رأي قريش في ان يعودوا عامهم هذا ويأتوا في العام القادم، كأن عمر بن الخطاب وهو الذي وافق عقله القرآن مرات ومرات وجد في نفسه شيئاً من تلك الموافقة وذهب إلى أبي بكر وقال له: ألسنا على حق وهم على باطل؟ فعلام نعط الدنية في ديننا؟ ثم بعد إبرام الصلح عرف رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أدرى وأعلم منه بجوانب الموضوع. وفي موضع آخر من تلك الحادثة، عندما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم على ناقته القصواء التي سميت بذلك لأنها بلغت من السبق أقصاه وصحبه رضوان الله عليهم يريدون الحج توقفت ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم القصواء عن المضي في المسير، فقال صحابته رضوان الله عليهم: خلأت القصواء يقصدون أنها عثرت عن المشي، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أجابهم بقوله: والله ما خلأت القصواء، وماذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل!!
وهكذا رأينا كيف ان الرسول صلى الله عليه وسلم دافع عن تلك الناقة واعتذر لها بما كان يعرفه عنها سابقا وهي حيوان فمن باب أولى ان نجمح عثرات بعضنا بما عرفناه مسبقاً، ونلتمس لمخطئنا العذر بعدما يثبت لنا خطؤه. علنا أيها القراء الكرام نستفيد من عبرات التاريخ، ولا نتفوه بأشياء أهلها أعلم بها منا، وأدرى بالأصح لنا جميعا وفق الظروف المحيطة بهم والتي لا نعلمها، ولنكن واثقين بمن حولنا خاصة بولاة أمرنا عزنا ومجدنا بعدالله الذي يشهد لهم التاريخ بما عرف عنهم سابقاً، وهم في غنى عنا، أغناهم الله وأعزهم ودحر كيد أعدائهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نايف السنيد الشراري دارة الملك عبدالعزيز
|
|
|
|
|