| متابعة
* إسلام آباد أنور منصوري د.ب.أ رويترز :
بدأ الغريمان الجنوب آسيويان المسلحان نوويا باكستان والهند عامهما الجديد بالتحدث عن السلام من وراء المدافع المحتشدة على جانبي الحدود الفاصلة بينهما.
فقد ألمحت الهند التي بدأت الحشد العسكري بعد زعمها تورط باكستان في الهجوم الارهابي على البرلمان الهندي في 13 كانون الأول/ ديسمبر، في عشية العام الجديد أنها ستمنح الدبلوماسية فرصة في نزع فتيل الموقف، ورحبت باكستان التي رفضت الهند قبلا عرضها المحادثات وإجراء تحقيق مشترك في المزاعم بهذا التحرك الهندي الأخير والذي أتى بعد إلقاء إسلام آباد القبض على زعيمي جماعتين متشددتين اتهمتهما الهند بالوقوف وراء الهجوم على برلمانها .
ومن المرجح أن يعقد زعيما البلدين محادثات في كاتماندو بنيبال على هامش اجتماع رابطة جنوب آسيا للتعاون الاقليمي (السارك) الذي يضم سبع دول في الفترة ما بين 4 و6 كانون الثاني/ يناير الحالي في حين يواجه جيشا البلدين كل الاخر على جانبي الخط الفاصل في ولاية كشمير المتنازع علياه لأكثر من نصف قرن.
وحملت صحيفة نيوز الصادرة في إسلام آباد رسما كاريكاتيريا ساخرا يصور دلوا كتب عليه (السارك) مقابل نار متأججة بالقنابل المكدسة على الجانبين وعلامة كتب عليها نيران جورج بوش في جنوب آسيا ويعتقد الكثير من الباكستانيين أن الأزمة الحالية التي تجتازها المنطقة من تداعيات الحرب الأمريكية ضد الارهاب.
وتقول التقارير ان الصحفيين والاعلاميين من البلدين سيشاركون في قمة كاتماندو بانتظار تكرار الحملة الدعائية التي صاحبت لقاء القمة الأخير بين الزعيمين في أجرا بتموز/يوليو 2001 والذي لم يسفر عن نتائج، وفي محاولة لنزع فتيل التوترات بين البلدين قال متحدث باسم الحكومة الباكستانية أمس الأول ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيزور باكستان الأسبوع المقبل لاجراء محادثات بشأن الاوضاع المتوترة بين باكستان والهند المتجاورين.
وقال عزيز أحمد خان المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية في مؤتمر صحفي سيزور رئيس الوزراء توني بلير باكستان في السابع والثامن من يناير.
بالطبع سيكون الوضع الاقليمي احد القضايا التي ستناقش خلال هذا الاجتماع.
وكانت صحيفة ذي نيوز الباكستانية قد نقلت عن مسؤول رفض نشر اسمه قوله اليوم ان بلير سيزور الهند وباكستان. وأشارت الصحيفة الى انه سيزور بنجلادش ايضا. ولم يذكر خان ما اذا كان بلير سيزور الهند وبنجلادش.
وفي لندن لم يتمكن مكتب بلير أمس من التعليق على خطط السفر الخاصة ببلير مستشهدا بأسباب أمنية.
وفي تلك الاثناء توقفت الصلات بين الشعبين الباكستاني والهندي مع دخول القرار الهندي بقطع الاتصالات الجوية وخط السكك الحديدية والطرق البرية مع باكستان حيز التنفيذ.
وكتب كولديب نايار الدبلوماسي الهندي السابق والصحفي في صحيفةدون (الفجر) الباكستانيةلا أرى المنطق من وراء إغلاق كافةمنافذ التواصل الشعبي بين الهند وباكستان.
وكان نايار قد تزعم تجمعا شعبيا سنويا من أجل السلام على جانبي الحدود عند معبر واجاه أتاري الحدودي في يوم استقلال البلدين.
غير أن قوات الحدود الباكستانية فرقت الاثنين الماضي محاولة في الموقع من جانب نشطاء سلام باكستانيين للقيام بمسيرة احتجاجا على هستيريا الحرب السائدة.
وبالرغم من ازدياد التوتر بين البلدين سياسيا وعسكريا على طول الحدود.
استمرت الهند وباكستان بصورة عادية في تبادل الوثائق التي تضم منشآتهما ومؤسساتهما النووية بموجب الاتفاق المبرم بينهما.
وأعلن المتحدث بلسان وزارة الخارجية الباكستانية عزيز أحمد خان في مؤتمر صحفي أمس الأول في إسلام آباد أنه تم تبادل قوائم المنشآت النووية عبر القنوات الدبلوماسية.
ويذكر أن القوتين النوويتين الجارتين مطالبتان بموجب اتفاقية ثنائية مبرمة بينهما باطلاع كل منهما الاخرى في أول كل عام بأحدث ما وصلت إليه قدراتهما النووية وذلك في وثائق متبادلة يقوم كل طرف بإدراج مؤسساته ومنشآته النووية بها.
وكان خان قد صرح الاسبوع الماضي في مؤتمره الصحفي العادي أنه ليست هناك أي إضافة على القائمة الباكستانية التي تضمنت إشارة إلى أن باكستان لم تدخل أي تطوير أو زيادة على قدراتها النووية وكانت الدولتان قد أجرتا تجارب نووية في عام 1998.
وقد أعرب رئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي أمس الأول عن استعداده لمد ما وصفه بيد التحالف إلى باكستان إن هي انضمت بصدق إلى المعركة الدولية لمكافحة الارهاب ورغم ذلك فإن الدولتين مازالتا تحشدان قواتهما على طول الحدود التي تفصل بينهما في ولاية كشمير المتنازع عليها.
|
|
|
|
|