| متابعة
* بروكسل شدا إسلام د.ب. أ أ.ش.أ:
امتزج التاريخ بالتعاملات التجارية فيما استعد كبار صانعي القرار في الاتحاد الأوروبي للتحول من العملات الوطنية في 12 دولة إلى عملات اليورو.
فقد أعلن رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي أن هذا يوم عظيم بالنسبة لأوروبا لقد كان اليورو مجرد حلم قبل سنوات قليلة والآن جعلناه حقيقة.
ولكن فيما استعدت السلطات البلجيكية لاطلاق الألعاب النارية وإقامة حفلات الصوت والضوء الصاخبة بمناسبة ميلاد العملة الجديدة وجه برودي ومفوض شؤون النقد في الاتحاد الأوروبي بيدرو سولبس رسالة تحذير إلى مواطني منطقة اليورو البالغ عددهم 300 مليون نسمة.
فقد صرح سولبس للصحفيين بأنه يجب على المستهلكين أن يحترسوا من الزيادات التي لا مبرر لها في الاسعار عندما تتحول المحال التجارية إلى التعامل بالعملة الجديدة كما يجب عليهم أيضا أن ينتبهوا ويكتشفوا العملات الورقية والمعدنية المزيفة.
وحذر مسؤولو الاتحاد الأوروبي من أن ماكينات الصرف الآلي التي ستبدأ صرف عملات اليورو الورقية الجديدة والعملات المعدنية ذات البريق قد يصيبها العطل بسبب تسابق المستهلكين للحصول على العملة الجديدة.
وفي تحذير جاد آخر من التحديات الاقتصادية التي تلوح في الافق. نبه برودي حكومات منطقة اليورو إلى ضرورة جعل اقتصادنا أكثر قدرة على المنافسة وإيجاد فرص عمل جديدة لشعوبنا، وقبل ساعات قليلة من بدء تداول عملات اليورو كواقع عملي تركز الاهتمام في بروكسل على ردود الفعل السياسية والاقتصادية بعيدة المدى لهذه اللحظة التاريخية في أوروبا.
فقد أكد صانعو القرار أن العملة الجديدة هي رمز حيوي وملموس للوحدة الأوروبية.
وصرح برودي للصحفيين بأن اليورو رمز للوحدة الأوروبية وآلية للاستقرار الاقتصادي والنمو وغدا يبدأ فصل جديد في تاريخ أوروبا.وتكهن برودي بأنه مع وجود عملات اليورو في جيوبهم وأكياس نقودهم سيكون لدى الاوربيين شعور أقوى بهويتهم.
وقال ان العملة الموحدة ستعني أيضا مزيدا من التكامل الاقتصادي الأوروبي حيث ستتجه الحكومات لا محالة نحو تنسيق أقوى للسياسات الاقتصادية وسوف يعزز اليورو الوضع العالمي لاوروبا بصورة كبيرة.
وأضاف رئيس المفوضية الأوروبية قائلا من الجيد للاقتصاد العالمي ألا تكون له عملة رائدة واحدة وذلك في إشارة إلى الدولار الأمريكي.
واستطرد برودي قائلا إن اليورو طفل ولد للتو إلا أنه طفل كبير يتمتع بصحة جيدة بالفعل وسوف يستمر في النمو ليقوم بدوره كواحد من عملتين رئيسيتين تتقاسمان الساحة العالمية.
ومن جانبه. قال مفوض الشؤون النقدية سولبس ان اليورو سوف يحسن وضعه في مقابل الدولار إن منطقة اليورو تشكل ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وأضاف سولبس قائلا ان طرح اليورو كعملة موحدة سوف يعزز من هذا الوضع.
وقال راديو مونت كارلو فى سياق تقرير حول هذا الموضوع انه مع الدقائق الاولى لعام 2002 انتقلت العملات الوطنية لاثنتي عشرة دولة من الدول 15 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الى خزائن التاريخ لترثها عملة واحدة هي اليورو . . وأضاف انه مع دخول اليورو حيز التداول على شكل أوراق وقطع نقدية يكون أكثر من 300 مليون أوروبى ينتمون لاثني عشر بلداً قد حققوا خطوة تاريخية لا سابق لها بأن تخلوا سلميا وعن طواعية عن أحد الرموز الوطنية وهي العملة من أجل الوحدة الأوروبية .
وأضاف الراديو انه رغم تاريخ الحروب الدامية التي خاضتها الشعوب الأوروبية ضد بعضها البعض خلال القرن العشرين الأمر الذي مزقها اكثر من مرة فإن الأوروبيين من اثينا شرقا الى سواحل الأطلسى غربا ومن فنلندا شمالا الى صقلية جنوبا اصبحوا يتعاملون بعملة واحدة ذات قيمة تداولية واحدة وهي المرحلة الأخيرة فى رحلة الوحدة النقدية والمالية التي بدأت منتصف السبعينيات عندما واجهت المجموعة الأوروبية الازمات النقدية الدورية باجراء ربط عملاتها الوطنية بعضها بالبعض .
وأوضح الراديو انه مع ولادة اليورو يكون عالم التكتلات النقدية والمالية قد تقدم خطوة هامة ليشهد بداية التنافس الحقيقي بين الدولار الأمريكى والين اليابانى واليورو الأوروبي وهو التنافس الذي ستكون مساحته الرئيسية قاعات البورصة.
يذكر أن اليورو الذي بدأت حياته بقيمة 18.1دولار في اليوم الاول من التعامل به في الأول من كانون الثاني /يناير عام 1999 اصبحت قيمته الآن متواضعة ولا تزيد إلا قليلا عن 88 سنتا.
ويقول المحللون ان تراجع قيمة اليورو بنسبة 25 بالمائة تقريبا يرجع أساسا إلى هروب استثمارات أجنبية مباشرة تقدر بمليارات الدولارات وكذلك أوراق مالية من منطقة اليورو إلى الولايات المتحدة.وأشاروا أيضا إلى أن التباطؤ الاقتصادي والحاجة إلى مزيد من الهيكلة الاقتصادية وإلى إصلاح سوف العمل شكلت جميعها أسبابا لضعف اليورو.
ومع استمرار تزايد الاهتمام الجماهيري بهذه اللحظة التاريخية حث سولبس مواطني منطقة اليورو على أن يبدؤوا استخدام عملات اليورو الورقية والمعدنية الجديدة اعتبارا من الأول من كانون الثاني/ يناير عام 2002 وعدم اكتنازها بوصفها ممتلكات قيمة.
وقال سولبس إنني أناشدكم إنفاق ما لديكم من اليورو وعدم اكتناز هذه الاموال.واضاف أنه رغم أن العملة الأوروبية الجديدة تعتبر رمزا للوحدة الأوروبية فإنها أيضا أموال حقيقية وليست عملات يقتنيها هواة جمع الاشياء الثمينة.
ويقول مسؤولو الاتحاد الأوروبي ان المواطنين المتحمسين بمنطقة اليورو جمعوا مليارات من عملات اليورو المعدنية منذ طرح المجموعات المعدنية الصغيرة للبيع للجمهور في منتصف كانون الأول/ ديسمبر.
وقد تم توزيع أكثر من 150 مليون مجموعة من هذه العملات تحتوي على أكثر من 2.4 مليارات قطعة تبلغ قيمتها 6.1 مليار يورو.وبالاضافة إلى ذلك. زودت البنوك الشركات بعملات اليورو الورقية على مدى الاسابيع الماضية.
وقال سولبس إن ما جملته أكثر من 144 مليار يورو تم تسليمه بطريقة آمنة وفي الوقت المحدد.
ولكن سولبس طلب من المستهلكين أن يتخذوا حذرهم من العملات المزيفة التي يتم تداولها قائلا انه لم يتم ضبط أي عملات ورقية أو معدنية مزيفة لليورو حتى الآن إلا أنه هناك زيادة في عدد العملات الورقية الوطنية المزيفة المستخدمة الآن. وأكد على ذلك قائلا يجب أن يبقى المستهلكون على حذرهم خلال هذه الفترة الحرجة.
يذكر أنه طبقا للقواعد التي وضعها الاتحاد الأوروبي سوف تتواجد عملات اليورو والعملات الوطنية جنبا إلى جنب خلال فترة تداول مزدوج من المقرر أن تنتهي في 28 شباط/فبراير.
ولكن المفوضية الأوروبية قالت انها تتوقع أن تتم معظم التعاملات باليورو بحلول نهاية أول أسبوع من كانون الثاني/يناير.
وقالت المفوضية يجب أن تكون فترة التداول المزدوج صمام أمان ولكن يجب على المواطنين محاولة استخدام العملة الجديدة بأسرع ما يمكن.
|
|
|
|
|