| الثقافية
** عواطف مجانية
** الكتابة المغرقة في عاطفيتها ووجدانياتها، لا تكمن مشكلتها في هذا الاتجاه، ولكن فقرها يكمن في عدم تشابكها أو تماهيها أو محاكاتها، أو اقترابها من الواقع بكل أسئلته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، إنها صندوق مغلق على ذاته، لا فائدة منه في الغالب إلا في اجترار مفردات عاطفية وغزلية متكررة، وحين ينفتح هذا الصندوق العاطفي على الواقع سوف يكون أكثر جمالاً وأكثر إيجابية وأكثر ثراء، وسوف يواجه نقداً أقل قسوة.
إن الكتابة العاطفية المجردة هي كتابة بلا معنى وبلا أفكار، وماذا تستطيع أن تقدم هذه الكتابة للقارىء من جديد طالما هي فاقدة للمعنى وللأفكار الجديدة، في الغالب وليس في كل الأحيان.
** فكرة
** حين قال الأديب والشاعر البحريني قاسم حداد في آخر
حوار معه ان (كل أديب يحلم بالتفرغ)، لم يكن يقصد أن كل أديب لا يرغب في العمل، وتجربة التفرغ في جمهورية مصر العربية الناجحة التي بدأ تطبيقها عام 1993م، تقوم على أساس بسيط، وهو أن يقدم كل أديب مشروعه الأدبي إلى لجنة التفرغ التي تحدد فترة لتفرغ هذا الأديب تقدرها مثلاً ب(6) أشهر أو (عام) أو (عامين) حسب المشروع، وبعد انتهاء الفترة يعود الأديب إلى عمله بشكل اعتيادي، حتى يقدم مشروعاً آخر للتفرغ وهكذا، وهي طريقة مميزة لأنها تقدم للأديب فترة تفرغ لإنجاز مشروعه ولكنها لا تقطع الأديب عن عمله نهائياً مثلما يرى البعض الذين أحياناً يعطون آراء خاطئة في قضايا هم بعيدين عنها، ومهما كان مكان وظيفة الأديب ضاجاً بالعمل أو هادئاً فإنه لا يستطيع الكتابة الأدبية في هذا المكان بأي حال من الأحوال ولا يستطيع التفرغ لكتابته إلاّ بعد تقاعده المبكر أو الاعتيادي.
** قيمة
** كتب أحد الإخوان الزملاء مرة: (من يريد أن يكون مثقفاً
فعليه أن يعلن حبه لفيروز) وكان يخاطب الساحة الثقافية العربية بكاملها بسخرية، كما كان يخاطب القيم الإنسانية الرفيعة التي غنتها فيروز، كما أنه دون أن يدري أفصح عن ثقافته المسطحة وولائه للموسيقى الهابطة، وفي الوقت الذي كان يكتب فيه عن عدائه للأدب العربي والمحلي عموماً، وانتمائه للكتابة المتواضعة التي تداعب غرائز القراء مثل (الفياجرا) و(الجرجير) و(الشراب والأحذية)، كانت فيروز تغني للقدس وللإنسان مثلما غنت عن الحارة، والجيران، والوطن، والقيم العاطفية والإنسانية النبيلة.
هذا هو الفرق بين كاتب وكاتب ومعنى ومعنى آخر، وقيمة وقيمة أخرى، والكتابة بكل مستوياتها المتواضعة والعالية تسير في كل مكان بجانب بعضها حتى يستطيع القارىء أن يفرق بحسه النقدي بينها.
** جبير المليحان
** «قصص هادئة، لغة خاصة، جمال معين بهدوء لا
يستطيعه غيرك، ومع كثرة كُتّاب وكاتبات القصة فأنت من القلائل المميزين بنهج خاص في لغة وتقنية القصة، وقد قرأت لك مؤخراً قصصاً بمجلة الفيصل كانت رائعة وتقطر حساسية وكنت أريد أن استأذنك لنشرها في موقع القصة العربية على(الإنترنت) قبل أن تصلني قصصك على البريد الإلكتروني.. تحياتي».
هذه الرسالة وصلتني عبر البريد الإلكتروني من القاص الأستاذ/ جبير المليحان، مؤسس موقع القصة العربية على (الإنترنت)، أنشرها هنا لأنها تحمل انطباعات نقدية فعلاً، واعتبرها أيضاً شهادة كبيرة من كاتب خبير سبقني في مجال كتابة القصة، وهذه الشهادة اعتبرها أجمل (زخة) هطلت مؤخراً على محاولاتي القصصية، وهي من ضمن الأشياء (القليلة) في حياتنا الأدبية التي تشجعنا على الاستمرار.
ومن الضروري هنا الإشارة إلى موقع القصة العربية على (الانترنت) الذي يتزايد كُتابه وقراؤه باستمرار على مستوى العالم العربي، ويجد اهتماماً كبيراً من القاص المعروف جبير المليحان، كما أنه يتلقى شهادات متواصلة من المتابعين والكتاب تؤكد أنه سوف يكون موقعاً عربياً أساسياً للقصة في العالم العربي، بالإضافة إلى أبوابه التي تشمل نقد القصة وساحة حية للحوار المفتوح بين الادباء والقراء سوف تضيء قريباً.
عنوان الموقع لمن يريد متابعة جديد القصة العربية:
www.arabicstory.net
ولا ننسى أيضاً الموقع الجديد الذي تم افتتاحه مؤخراً لنادي القصة بالرياض عن جمعية الثقافة والفنون بإشراف الصديق الأستاذ خالد اليوسف ونأمل أن يكون بمستوى الطموح وعنوان الموقع:
www.qissah.org.
ص. ب: 7823 الرياض: 11472 fahdateq@hotmail.com
|
|
|
|
|