| الثقافية
أهرب إليك من عالم يحتفي ببرودة تسري في تفاصيل لقاءاته، وحواراته، وتدبيج الكلمات المؤنقة بورود ابتسامات بلا رائحة!
اهرب إليك فدعني أخبئ في معطف أيامك دقائقي، طفولية الشقاوة والعبث.. دعني أضحك ملء أحلامي.. ملء أوراقي.. ملء السطور التي تركض مذعورة تحت سنة قلمي!!
دعني أعيش طفولة منسية في حدائق قلبك الخرافية.. وكنزي ابتسامة الحنان على شفتيك وهدوئك.. هدوؤك الذي يشبه بجعة سحابية بيضاء أورقت على شاطئ ناء في جزر اسطورية تمتد على أطراف عالمك الذي يشبهني..
إلى جانبك أرتدي ذاتي بتفاصيلها الصغيرة.. المهذبة.. المرحة.. الدائمة الخروج إليك دونما أقنعة تختفي وراءها.. ثمة أنا في كل كلمة تزرعها داخلي.. ثمة أنت في كل مدينة أطل عبر نوافذها الأرجوانية وحجرات أعماقها الدافئة!
ابقَ إلى جانبي.. أزين بك مرآتي الشاحبة.. تلك التي تحمل وجهي الذي لا أعرف..
ابقَ إلى جانبي لأحمل نظراتي شوقاً إلى سعادة لم تعد مؤجلة!!.. أزرعك في يدي سلاحاً للحب.. أقاتل به الأحزان الشرسة.. أضيئك في دهاليز أيامي منارة مشعة لأفراحي القادمة!.. دعني أحارب بك آلامي الباكية.. تلك التي تجرعتني .. جرحا بعد آخر.. ونكبة بعد أخرى.. وحريقا إثر حريق..
دعني أعيش بك ذلك الخروج الجريء إلى وجوه اعتقلت جسارتي أكثر من مرة .. وكبلتني حدقات عينيها حتى صرت قارة من الفرح مشدودة بقوة إلى وثاقها..
قدومك إليّ يفتح أمامي كل الطرقات المغلقة.. قدومك يجعل الوجوه كلها تخلع ملامحها الجامدة.. ليس سوى وجهي ومجيئك بغابات الحياة كثيفة البهجة!!
لا يدهشك أني أستيقظ في مدينة أحلامك لأرسمها حجرا حجرا.. وذاكرة مؤثثة بلآلئ انفجاراتنا الضوئية الشرسة.. لايدهشك أني أزرع أصواتي كلها في صدى أعماقك وأمحو صمت الصحراء المدقوقة في زمني.. أريد ان أتوقف عن البكاء وحيدة وعن الهرولة فوق أشواك الأحزان الدامية..
أريد ان أتوقف عن الركض بقدمين تحملان معهما زعانف بحار تشرعني لمد الحياة وجزرها دونما لحظة أعانق فيها موجة صفاء حانية!!
ليتك تظل هكذا مداراً حانياً لشهب كوني النازفة سقوطها المفاجئ.. احتراقها المفاجئ.. واندلاعها فوق صفحة ممسوحة في أبجدية أحلام مكسرة!!
|
|
|
|
|