| مقـالات
أين نحن من الأصول الشرعية التي تلخص واقع الفرد المسلم والمجتمع المسلم، الذي يحب الحالة الإسلامية الصحيحة؟ ذكرت ذلك لأنني أود طرح موضوع عمومه يتعلق بأن البعض أتيحت لهم أعمال أكثر من اللازم وبالمقابل لا يحظى البعض الآخر رغم امتلاكهم للمؤهلات والإمكانيات حتى بالأقل من اللازم، أما خصوصه فسينحصر بقضية التدريس ومدرسي الليل والنهار، فهناك المدرسون النهاريون الذين يأخذون رواتبهم بالتمام والكمال ولهم عليها زيادة عبارة عن دوامات ليلية تضيف لراتبهم الشيء غير القليل، وبالمقابل هناك شريحة كبيرة من المتخرجين ممن يحملون مؤهلات تربوية ويبحثون عن الوظيفة ويلهثون للحصول عليها بحثا عن الرزق الحلال، ولكنهم لا يجدون إلا أبوابا موصدة، لا يعرف أحد على ما يبدو كيف يتم فتحها؟!
أليس من حقهم الطبيعي، لا بل من أبسط حقوقهم أن يعملوا لينالوا لقمة عيشهم؟ أليس من حقهم أن يفيدوا المجتمع؟! إن عملهم مفيد لكل الأطراف حيث يستفيدون هم ويستفيد المجتمع، وبنفس الوقت فإن العمل الطويل المجهد سيؤثر على إنجاز مدرسي النهار بالتأكيد، وبالتالي يرهقهم ويؤثر على طلبتهم.
جلست مع العديد من أطراف القضية وارتأيت حلا أرى أنه مناسب للغاية ويصب في مصلحة الجميع، ألا وهو لماذا لا ندع هؤلاء الباحثين عن وظائف تعليمية يلتحقون بدوامات ليلية ضمن شروط معينة من حيث طبيعة العمل والراتب وساعات الدوام والمدارس الممكنة وغير ذلك من الشروط التي يمكن أن يصنفها المسؤولون أصحاب العلاقة في وزارة المعارف، وعندها يحصل شاغر في الدوامات النهارية يتحول مدرسو الليلي حسب القدم والخبرة والمؤهلات على الدوام النهاري ليحل محل الشاغر.
القضية طرحتها لأنها لا تعني شخصا أو اثنين بل ألوف المدرسين بل تهم المجتمع بأسره، وبالطبع هم يعيلون ألوفا بل عشرات ألوف الأفراد، وعملهم يخدم المجتمع ككل وتبقى الفكرة إن لم تحولها الهمم العالية إلى واقع يخدم الأمة ككل، ولعل رأيي المتواضع يسمح لي باقتراح استشفه من الواقع الحالي الذي يأخذ من المدرس الليلي 3600 ريال في الشهر إذا درس 12 حصة أسبوعيا ولا يأخذ شيئا عن العطل، وأرى بتواضع أنه من المناسب أن يأخذ هذا المعلم ثلاثة آلاف ريال في الشهر إذا درس 12 حصة في الأسبوع، وتكون مستمرة حتى في العطل وتحسب مدة عمله ضمن الخدمة.
وتبقى قضية يجب ألا ننساها وهي الحفاظ على الإداريين والموجهين لخبرتهم في مجال عملهم وذلك لمدة لا تتجاوز الخمس سنوات من الدوامات الليلية ويستبدلون بعدها بالمعلمين المناسبين الذين يتخرجون من الجامعات أفواجا ولا ريب أن هذا وسيلة مثلى من وسائل معالجة البطالة التي اخذت تدق ناقوس الخطر في مجتمعنا فهل نحن فاعلون، أم أننا لا نجيد سوى الأقوال والتبريرات وانتحال الأعذار.
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|