أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 2nd January,2002 العدد:10688الطبعةالاولـي الاربعاء 18 ,شوال 1422

الريـاضيـة

وجهة نظر
علي كميخ ومعايير التفوق في مجال التدريب
فهد عبدالله الجابر
ليس علي كميخ وحده الذي يمتلك مقومات المدرب الوطني الناجح، فالمدرب الوطني اليوم فرض نفسه بعد أن مر في مواقف أكدت جدارته، ، ومن المؤسف أننا لم نكتشف قدرات ابن الوطن إلا بعد أن مر في امتحانات صعبة أكدت أنه لا يقل عن غيره في شيء، وحتى هذه اللحظة ما زال الكثير وللأسف لا يثق في قدرات المدرب الوطني، بل إن المدرب الوطني ينطبق عليه المثل الشعبي« من عرفك صغير حقرك كبير»، وبعيداً عن هذه النظرة أود أيها الإخوة أن أكشف عن المعايير الموضوعية عن تفوق المدرب الوطني، ودعوني أستشهد بمسيرة أحد هؤلاء الشباب، وقد اخترته عن بقية المدربين على أساس أنني أمتلك خلفية كاملة عن مسيرته في المجال الرياضي، ولكنها معايير قصدت بها أي مدرب وطني،
علي كميخ الذي يمارس التدريب ويحقق قفزات مشرفة تعكس ما أشرت إليه، يتمتع بعقلية وفكر رياضي كبير فهو صاحب موروث ثقافي في مجال الرياضة نمت معه منذ الطفولة، عرفت علي كميخ في طفولته موهبة كروية تنم عن نبوغ كروي حتى إنك لتستغرب هذا الفتى اليافع يمارس كرة القدم في منتخب المدرسة مع من هم أكبر منه سناً، أتذكر أن المربي الكبير أمد الله في عمره الأستاذ عبدالله الدريهم وهو مدرس التربية الرياضية في المرحلة المتوسطة قبل ثلاثين عاماً يستمع إلى ما يقوله الطالب علي كميخ والذي كان يصب في مصلحة فريق المدرسة، علي كميخ كان مطلوباً في الحارة كلاعب يمتلك مهارات في أصول لعبة كرة القدم، ثم أصبح مطلوباً على مستوى الأندية حتى نجح نادي النصر في تسجيل هذه الموهبة، ولكن لم تتح له الفرصة كما أتيحت لغيره لسبب بسيط ومعروف وهو أن علي كميخ ظهر في وقت لا يستطيع أي نجم أن يظهر في ظل وجود عملاق بمستوى ماجد عبدالله صاحب أكبر شعبية جماهيرية، ظل علي كميخ يمارس كرة القدم حتى اعتزل ممارسة الكرة واتجه إلى التدريب فالتحق بدورات تدريبية، كما أتيحت له فرص مرافقة الكثير من المدربين والحضور في فصول شرح الخطط التدريبية لكثير من المدربين المرموقين على المستوى الدولي، عندما تستمع إلى علي كميخ وهو يبدي وجهة نظره في رؤية فنية فإنك سوف تلاحظ العمق الفكري الذي هو أساس لنجاح المدرب كما ستلاحظ ثقافة رياضية مدعومة بالخبرة الميدانية، ومن الثابت أن علي كميخ استفاد من مشاركته كإداري للمنتخب الوطني وشاهدنا أكثر من مرة ظهور علي كميخ خلف ماتشالا، وهذه الفرص في اعتقادي كفيلة بأن تضيف إلى علي كميخ مزيداً من الخبرات التي يحتاج إليها المدرب، ولا أستغرب من النجاحات التي سوف يحققها المدرب علي كميخ مع أي ناد يتولى الاشراف الفني عليه، ولكني أطالب علي كميخ وغيره بألاّ يحصر نفسه في مساحة ضيقة تصعب عليه فيما بعد التحرر منها، فأنت مدرب أراهن على مقدرتك مع أي فريق، حتى لو كان هذا الفريق هو الهلال أو الشباب أو حتى الأهلي والاتحاد،
مدرب الطوارئ
من هذه التجربة الثرية لأحد مدربينا الوطنيين يمكن أن أسوق إليكم معايير التفوق في مجال التدريب، وأول هذه المعايير خلفية المدرب الرياضية ومعرفة الظروف التي تحيط باللاعب خصوصاً الناشئين فالمدرب الفطن هو الذي يتنبه إلى امكانات اللاعبين الناشئين في ظل وجود نجم جماهيري يسيطر على كل الأجواء، وعلي كميخ من العناصر التي مرت في هذه التجربة ويمكن أن تكون عوناً له في اكتشاف المواهب الكروية المؤهلة لذلك، فطفولة علي كميخ نموذج لمشروع مدرب وطني متفوق، والمعيار الثاني هو ممارسته للكرة في سن الشباب وتمثيل النادي الذي ينتمي إليه، والوقوف على رؤية مدربيه ونظرتهم الفنية الصائبة والخاطئة، فهذا الجانب هو الطريق الأول الذي يجعل اللاعب يفكر في الانخراط في مجال التدريب،
ومعيار آخر هو الدعم الفكري للمدرب وهذا يتم من خلال عقد الدورات التدريبية التي تقدمها رعاية الشباب مشكورة لمدربينا الوطنيين، هذه المرحلة هي الفيصل بين مشروع مدرب ناجح أو رغبة شخصية تفتقر إلى موهبة التدريب، ثم تأتي مرحلة التفوق في مجال التدريب وهو التطبيق العملي وهي المحك الرئيسي للكشف عن مقدرة المدرب على تحقيق النجاح المنشود، هذا المعيار هو الذي يحتاج إليه المدرب الوطني في هذه المرحلة، فمعيار التفوق المنشود لمدربنا الوطني يتطلب منا أن نعطيه الفرصة كاملة دون أن نتدخل فيما يفكر فيه من أجل السير بالفريق إلى الفوز، ولكننا مازلنا نحكم على نجاح المدرب الوطني بعواطف ولكننا عملياً نبحث عن غيره حتى لو كان البديل أقل منه امكانيات، وشخصياً أجد العذر للقائمين على إدارة تلك الفرق فعقدة الغريب «أو الخواجة كما يقولون» ستظل ما دام المدرب الوطني يقبل على نفسه أن يكون مدرب طوارئ، واختتم موضوعي بالمدرب صالح المطلق «وهو الآخر كفاءة وطنية» الذي تولى تدريب نادي النصر «كمدرب طوارئ» أمام الطائي ليخسر النصر ويخسر صالح المطلق نفسه وهذه هي مصيبة المدرب الوطني في أنديتنا، فمتى نسمع أنديتنا وهي تتعاقد مع المدربين الوطنيين من أول الموسم بدلاً من الاستنجاد به بعد أن يثبت أن المدرب الأجنبي مقلب قد شربه النادي،
وبالله التوفيق،

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved