| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة.. تحية طيبة..
أكتب تلبية لنداء نفس فاض بها الشوق.. ولنداء قلب آلمته لحظة الوداع..
فلك في قلبي لغة مازالت تعانق أوتار قلبك.. تهتف لنداء المحبة والصدق والاخلاص والوفاء..وتصرخ تلك النفس وتصرخ في كل واد.. بأن ذلك الحب باق بقاء الفؤاد..بروحي لعينيك شوق كبير وحنين لذاك الحنان..
لقد اغتسلت أوراقي بالدموع.. وبدأ الشيب من الحزن يغزو شعيرات الفؤاد.. وبدأت أتقلب من الحزن بين موت وميلاد.. وأصبحت عقود الفل في عيني بلون السواد.. وأسدل الليل البهيم علي ثوب الحداد فما عدت أرى غير السواد.. كيف هان كل ذلك..؟!
فويحي منك أيها العيد..! أكلما أنتظرتك وطال اصطباري.. وناديتك حتى اخترق حاجز الصمت ندائي.. أتيت وقد ذهب مني الوجد بك كل مذهب..!
أكلما انتعش قلبي نشوة لقرب مجيئك.. واستراحت روحي قبل ان يحل عقدها مع جسدي لحلولك.. مررت بي مرور غير الآبه بمن يتلقاه عبر الطريق..؟!فلا أكاد لأحس ليومك طولا.. ولا لضيائك نوراً.. ولا لجمالك إشراقاً..ولا أحضانك دفئاً.. إلا مرة.. شعرت فيها بكل ذلك فاغتبطت..
فعلمت بعدها أنه ذلك اليوم.؟! وكأنني قد دفعت ثمن سعادتي فيك..!
وكأن لكل مطلوب عندك ثمناً...!! فياليتني كنت أتعس خلق الله فيك أيها العيد..وأبقى بقرب الحنان.. لأجده أمام عيني كل حين.. ولكن استحال كل ذلك إلى حنين من الماضي.. نذرف الدمع ونتوجع.. لحرماننا من بعضنا بتواصلنا..بسؤالنا عن بعضنا.. بكل ما يقربنا من بعضنا..؟
كيف نحرم أحدنا وهو العطاء نفسه..؟ وكيف يحرم الآخر وهو روحه؟
كيف...؟! كيف تجعله يخفي في قلبه سؤالاً طالما ردده وحاول إخفاءه..
ومنعه..؟! الواقع شيء وما نحن به شيء آخر فهل من لقاء..؟!! ذلك هو النداء...!
نجود أحمد - الرياض
|
|
|
|
|