| عزيزتـي الجزيرة
(أقدم ابن على قتل أمه التي تبلغ من العمر (70) عاما بآلة حادة في منطقة الباحة ثم أخفى جثتها وذهب بها إلى الطائف ليكمل مسلسله الإجرامي حيث قام بحرقها ودفنها في احدى الأماكن المهجورة بالطائف محاولا اخفاء جريمته البشعة الا أن قدرة الله كانت فوق فعلته حيث ألقت الجهات الأمنية بالطائف القبض عليه واعترف بجريمته).
هذا ملخص خبر قرأته على الصفحة الاخيرة من هذه الجريدة الغراء ليوم الإثنين 9/10/1422ه، وقد تناقلته العديد من الصحف لندرة حدوث مثله ببلادنا.
ü ü ü
والحق أن هذا الخبر قد هز كياني واستذرف دموعي وأصبت بالحزن والحسرة والأسى اثناء استعراضي لأحداثه المؤلمة لأنه ينطوي على فعلة شنعاء قلما يحدث مثلها في بلادنا، وفي مجتمعنا المسلم المحافظ، والمشبع بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والقيم الاجتماعية الرفيعة التي تحارب الجرائم وتقف سدا منيعا دونها بما يتفق وشرع الله ونصوص كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ü ü ü
قال تعالى: (وقضى ربك الا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيرا) الاسراء 23، 24.
وقال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير) لقمان 14.
وفي الحديث «أي الناس احق بحسن صحابتي. قال: (أمك) قال: ثم من، قال (أمك). قال ثم من، قال: (أمك) قال ثم من، قال: (أبوك)».
ü ü ü
فأين مخافة الله.
اين حنان الأمومة..
أين برها..
اين تحقيق ما نصت عليه آيات الله وسنة رسوله في حقها؟
هل انتزعت من قلوبنا الرحمة والشفقة.. تجاه من نامت جائعة لنشبع، وسهرت الليالي الطويلة لننام، وتجرعت كؤوس الآلام لنعيش اصحاء، وذرفت الدموع الغزار إذا ألمّت بنا نائبة أو ادلهمّ بنا خطب. وصدق القائل:
وأطع أباك فإنه
ربّاكَ من عهد الصغر
واخضع لأُمك ارضها
فعقوقها إحدى الكبرْ
حَملتكَ تسعةَ أشهرٍ
بين التألم والضجرْ
فإذا مرضت فإنها
تبكي بدمع كالمطرْ
فأطعهما وقرهما
كي لا تُعذَّب في سقرْ
ü ü ü
اللهم رحمتك يا رب فأنت ارحم الراحمين أن تلهمنا الرشد والصواب والهدى والبصيرة وأن توطد في قلوبنا الرحمة والحنان والبر بوالدينا وأن تجلوها من القسوة والعصاية والعقوق فأنت على كل شيء قدير وبالإجابة جدير ولا حول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل. وبالله التوفيق.
علي خضران القرني نائب رئيس نادي الطائف الأدبي
|
|
|
|
|