| متابعة
* إن الدولة أدركت بثاقب رؤاها حاجة الطلبة والطالبات الذين يسعون إلى التحصيل العلمي في الكليات، كي يستطيعوا مواصلة تعليمهم، لا سيما وأن بعضهم وأكثرهم ظروفهم المادية ضيقة، فخصصت لهم مكافآت شهرية، لتعينهم على تجاوز الصعاب، وقد أحسنت صنعاً، وإن كنت أرى أحياناً، أن ذا الغنى لا حاجة له إلى هذه المكافأة، التي إن اقتصرت على الشرائح الفقيرة، فستكون جدواها أكثر وأغنى.
* ورأيت في السنوات الماضية القريبة، شكاوى من أكثر الطلبة والطالبات، من تأخير صرف هذه الإعانة، لا سيما ما يخص الرئاسة العامة لتعليم البنات، والجأر بالشكوى من المحتاج مؤلم، وما كان ينبغي تأخير صرف هذه المعونة شهوراً طوالا، لأن عدداً وفيراً يعتمد في حياته واستمراره في تحصيله العلمي على هذا العون، وإذا تأخر صرفه، تنعكس الحال على المتلقي.!
* ولعل الرئاسة العامة لتعليم البنات، تدرك قبل غيرها، أن الفقير أحق أن تصرف له هذه المعونة بدون تقصير، وبدون تأخير.! وأن المناطق النائية، فيما نسميه الملحقات ، أولى بالعناية والرعاية، وهذه حال تدركها كما أقدر الرئاسة ورجالاتها القائمين على شؤون التعليم.. غير أن الحال تجري عكس المتوقع.. كالمدن الكبرى، لأنها قريبة، ولأن الشكوى تعلن بسرعة، لا سيما عبر الصحافة، فإن القرى البعيدة، لا يؤبه لها، لأنها بعيدة عن العين، وبالتالي هينة على الخاطر، كما يقول المثل السائر.. وهذا خلل وتقصير، لا ينبغي أن ينسب إلى مؤسسة كبرى، تنهض بمسؤولية التعليم.!
* لقد جاءتني شكوى، أن كلية التربية في القنفذة، لم يصرف لطالباتها معونة العام الدراسي الماضي «2122»، ونحن على وشك انتهاء منتصف عام دراسي جديد.. وقالت الشكوى: إن طالبات فقيرات، يأتين للكلية بحالة رثة في زيهن، وإن آباءهن فقراء، وبعضهم فقير مدقع وأعمى.! فهل يليق برئاسة تعليم البنات القائمة على رعاية منسوباتها، ألا تدرك حالهن، فتعطيهن ما جادت به الدولة، تقديراً لظروف المحتاجين والمعوزين.!
* إن التأخير في صرف هذا العون شهر يحتمل وكذلك شهرين، أما عام ونصف عام دراسي ، فحال لا تطاق، وتقصير ينبغي أن يحاسب عليه المتسبب فيه، لأنه يفضي إلى الإساءة إلى التعليم وعدم الاحترام لمؤسسة كبرى، تخل بواجباتها، ولا تقدر حال البائسين، إلى ما تجود به الدولة، مشكورة ومأجورة.!
|
|
|
|
|