| الاقتصادية
امتداداً للحديث عن دور الاستثمار الاجنبي في تحسين الإدارة في شركاتنا المساهمة، فإنه يمكن القول ان الشركات العالمية بما تملكه من أسلوب إداري متقدم سوف تساهم في تطوير الأساليب الإدارية التي تدار بها هذه الشركات، وخصوصاً ان تمثيلها في مجالس إدارات الشركات المساهمة وخضوع ذلك التمثيل للرقابة من قبل اداراتها العليا في موطنها الاصلي سوف يمنحها الفرصة لممارسة ذلك الدور،
اننا لن نعدم الامثلة لتأكيد ذلك، فالنظر الى البنوك المشتركة او الى الشركات العائلية التي يمثل فيها الشريك الاجنبي حضوراً قوياً ومقارنتها بغيرها من الشركات والمؤسسات الأخرى كفيل بتأكيد صحة ما ندعو اليه،
فالاستثمار الاجنبي ليس وسيلة لجلب الأموال والتقنية وخلق الفرص الوظيفية فقط كما يظن الكثيرون، ولكنه قد يساهم في تحسين الوضع الإداري لدى شركاتنا ومؤسساتنا وهو أمر لا اظنه يقل ان لم يتفوق على الفوائد الأخرى،
ان امر الاستفادة من الشركات الاجنبية في تحسين الإدارة في شركاتنا قد لا يكون محصوراً على الشركات المساهمة فقط، اذ قد تستفيد من ذلك كافة مؤسسات وشركات القطاع الخاص،
ولكن التركيز هنا انصب على الشركات المساهمة نظراً لما يمثله هذا النوع من الشركات من اهمية استراتيجية في النمو المرتقب لقطاعنا الخاص، حيث تثار التساؤلات حول الشركات الخاصة ومدى قدرتها على الاستمرار في ظل طبيعة ملكيتها العائلية، ثم ان الشركات المساهمة تمثل هاجساً لكثير من المواطنين المساهمين في هذه الشركات، والذين يهمهم نجاحها وازدهارها لتكون مجالا مناسباً لاستثمار مدخراتهم المحدودة التي قد يكون هذا النوع من الشركات هو الطريق الأوحد لاستغلالها، وقبل كل ذلك تبقى الشركات المساهمة نتيجة لأوضاعها الإدارية المتردية والتي انعكست على نتائجها وبالذات حينما تقارن بالشركات ذات الملكية الخاصة، مجالاً رحباً للاستفادة من الخبرات والأساليب الإدارية المتطورة والمتراكمة لدى الشركات العالمية عبر سنين عدة،
kathiri@zajoul.com
|
|
|
|
|