| مقـالات
يطرح د. عبدالله الفوزان مقترحاً هاماً في معالجة موضوع الانتحار أو القتل العائلي الذي تتعرض له بعض الأسر فينتحر أحد أبنائها أو يقدم الابن على قتل الأب وما شاكل ذلك..
ومثل هذا النوع من الجريمة هو طارئ تماماً وإن كان يراه د. الفوزان نتيجة طبيعية لتسارع حدة التغيّرات الاقتصادية والحضارية والاستهلاكية، وانحسار سلطة القيم الدينية والقيم الاجتماعية من عادات وتقاليد، وهو يرى أن ما يحدث في مجتمعنا الآن هو شبيه بما حدث لفرنسا في القرن التاسع عشر إبان الثورة الصناعية التي تقهقر معها البعد الأخلاقي والديني.
ويؤكد د. الفوزان على أهمية تنمية البعد القرآني والروحي لدى النشء ويلزم وفق ذلك تدريس المناهج الدينية بطريقة جديدة تستطيع الوقوف والصمود أمام انهيار الجيل بالقيم الحضارية.
والحقيقة أن كل أسرة سعودية تتمنى أن تبقى سلطة القيم الدينية قوية ونافذة على كل فرد فيها، فهذا هو مصدر الأمان الحقيقي الذي ستشعر به وتطمئن من خلاله إلى ثبات أبنائها واكتمال عافيتهم النفسية بما يجعلهم يسيرون في دروبهم الحياتية قادرين على تجاوز مآزقها وصداماتها.
والمعالجة النفسية القرآنية في المناهج هي فعلاً بحاجة إلى اهتمام من قبل المؤسسات التربوية..
فلا تكفي أن تقرأ المعلمة آيات القرآن وتتلوها من بعدها التلميذات أو حتى يتم شرحها بصورة روتينية.
إن تمثّل القرآن سلوكياً في كافة مناشط التربية والتعليم وإبداء وإعلاء القيم الدينية على غيرها في المجتمع.. ومحافظة المجتمع على توقير رجال الدين وتلامذته وبقاء الصورة النقيّة والهيبة العظيمة لهم وتمثّل التمسك بأهداب الدين بأخلاقيات وسلوكيات الدين الصحيحة وبعده عن السفاسف وارتفاع وعيه وطموحه وهمته وعلوّها وجمعها بين أمور الدين وطموحات الدنيا والتفوق فيها..
كل ذلك بإمكانه أن يعيد سطوة القيم الدينية ويقلل من حجم التأثيرات السلبية وطغيان المد الحضاري على كل ما هو روحاني..
فتختفي من قائمة حياتنا هذه الحالات الغريبة من انتحار أو قتل أو اعتداء.
وأدام الله علينا إضاءات الإيمان تغسل قلوبنا كلما اعتراها الكدر وعلاها الغبار.
fatmaalotaibi@ayna.com
|
|
|
|
|