| عزيزتـي الجزيرة
كيف هي أفراح العيد بل ما هو العيد السعيد؟ هل هو اسم أجوف خلا من معانيه أم أفراح العيد أصبحت عادة بحيث نفرح بالعيد ولو لم يكن هناك شيء يدعو للفرح أو السرور أم ماذا يا ترى؟
قد يوافقني البعض في الرأي وقد يخالفني السواد الأعظم في قولي أن العيد أصبح عيد الصغار فقط.. نعم الصغار فقط.. والصغار أقصد بهم من لا هم لهم ولا مسؤولية ملقاة على عاتقهم إما بحكم سنهم الصغيرة أو بحكم مكانهم وموقعهم في الأسرة أو المجتمع.
فعلى المستوى الأسري الصغير ترى السعادة في عيون أطفال الأسرة بل والسعادة الغامرة التي تبدأ قبل نهاية شهر رمضان بأيام.. أما الوالدون فجزاهم الله خيرا يحملون همّاً على هم من أجل أن يفرح أطفالهم ويتحملون ديناً يركبهم حتى لا يكون أطفالهم أقل أولاد الحي سواء في الملبس أو في المال أو حتى في «الألعاب النارية» التي يحرص الأطفال على اقتنائها. ففرح الوالدون وسرورهم نهار العيد من فرح أطفالهم وأبنائهم وهمهم وغمهم من حزن طفيف يرونه على وجوه أطفالهم وأبنائهم فلله درهم من والدين وعلى الله أجرهم الأعظم.
أما صاحب المال فمنزو عن الناس وأفراحه بالعيد بسبب العمل الذي لا يسمح له حتى بأن يقول لأهله وأبنائه: «كل عام وأنتم بخير» فهو دائم العمل من أجل لقمة العيش لأبنائه ودائم السفر ودائم التفكير في مجال عمله فهو يعمل ويعمل حتى لا ينقص على صغاره صغار الحاجات التي قد تكون من الكماليات.
والمسؤول الكبير صاحب المسؤوليات العظام فهو دائما في حالة تأهب قصوى حتى ليلة العيد ونهاره من أجل اتخاذ القرار الصائب لحل أي مشكلة تحصل في وزارته أو في دائرته.
أما الصغار صغار السن ، صغار المسؤوليات فهم حقا الذين يسعدون بالعيد وكل طفل أو صغير يحلم بأن يكبر من أجل أن يكون أو يكوّن له مجتمعه الخاص.. فلما كبر ندم على هذا الحلم ويحلم الآن أنه صغير ليهنأ بالعيد ويرتاح بالا.
وأنت أيها القارئ الكريم هل سبق في صغرك سواء العمري أو المهني ان انتابك هذا الحلم فلما كبرت ندمت أوتحسرت على أيام جميلة مضت في صغرك.
أرجو ألا أتهم بالتشاؤم وسأكون متفائلا جدا إذا وجدت من يخالفني هذا القول ولكن بواقعية.. لا أن يهاجمني بخيال سارح.
عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن علي السالم
|
|
|
|
|