| الثقافية
بينما كانت السماء ملبدة بالغيوم، والسحاب كقطع من بلورات ثلجية متسارعة الخُطى في يوم شتوي!! لا يخفف قسوة ولسعات برده سوى حبات عرق تهاوت من جسده المتهالك!! من أثر الرشح!! توقف لحظات ليدثر نفسه بلحاف وثير!! قسا عليه الزمن. ليكتب على أروقة اللحاف خرائط ممزقة على وجهيه!! تعني آن الأوان لاستبداله؟!! ولكن من أين؟؟ فكر ثم فكر فاهتدى إلى طريقة مبتكرة للخلاص منه من أجل الفكاك من أثر العتق القديم!!؟ عاد أدراجه بعد أن تلاشت منه تلك الطريقة ليعود إلى التفكير من جديد في ذلك اللحاف!! بدأ يتناول كأس عصير دافئا من الداخل وباردا من الخارج!! تجرع الأول والثاني والثالث على مهل!! وببطء شديد فقد يبدو أن الطعم غير مستساغ البتة. فرمى بما تبقى في «سلة المهملات» فأصبح منسياً!! تحامل على جسده المنهك وحاول الخروج بعد تردد ليس بالقصير!! اتصل بصديقه عادل الذي ابتسم كما لم يبتسم باتصاله من قبل!! فمنذ ثلاثة أيام بقي وحيدا في غرفته الرمادية بكل شيء حتى «الأباجورة» مضاءة من فترة طويلة !!؟
اعتاد الذهاب بصمت والعودة بضجة لا نهاية لها مع صديقه عادل «فهما طبائن» بأسلوب حياتهما عادا أدراجهما وأحدهما يوشك على السقوط وبعد ذلك يحاول النهوض بتثاقل شديد جداً!!؟ وتعثر في فناء منزله البسيط وقضى ليلته «قارساً من البرد» منكمشاً اصطكت رجلاه خوفا من المجهول. وزحف زحفا قاسيا أدمى ركبتيه بسبب ضيق المكان وشدة ووعورة الفناء!! استرجع شريط ذكرياته وتذكرها. هي سبب شقائه بعد شتيمة كل اسم ينطق لسانه به!! وفي تلك اللحظات المشاهدة والمعاينة. ابتهل إلى خالقه مرددا يارب سلم!!؟ وفي سرد جميل وسينارست لم يكن العود أحمد على العكس تماماً من توقعاته بالصمود فجثا على ركبتيه إلى آخر مدى!! بآهات حزينة يرددها، لن يطفئها كأس بارد خارجا ودافئ داخلاً!!
وعاد أدراجه رياحاً عاتية..؟!!
|
|
|
|
|