سماحاً أيّها الشِّّعرْ

فأنت النبض في الصدر

وأنت النوم والمسرى

وأنت الكر والفر

وأنت الصحو حين الوعي

يشكو صولة الجور..!

سماحاً أيها الشعر

فأنت الحرف والفكر

وأنت السر، والجهر

وأنت الطفل في الأشياء

تنساب مع الحبر

سماحاً إن طغى النثر..!

وإن طالت لياليه..

وإن.. كهربني منه

بريق.. لم أداريه..

لجين خطف القلب

وأقصائي.. عن.. التبر..!

سماحاً أيها الشعر

فأتت اللغة الفُضلى

إذا ما نثر الدُّرْ..َ!

وأنت الهدفُ الموسومُ

من سبّابة العشر..!

سماحاً إذ.. يجول الهرج والمرج،

وتخبو لغة الدهر..

سماحاً إذ يظن الفارغ

المهزوم.. أن صادقه النصر..!

وأن تأتي وحوش

الجهل.. في رائعة الظهر..!

وأن يجهر ذو الصوت

بصوت الفحش، والنكر..!

ويلوي العضد المسحوق

كي يبصم للعهر..

سماحاً إن تمادى مدّعٍ فيك

وقد كذبه الأمر...

ألا يا أيها الشعر...

إذا غرّبتُ عن قافك

واستشرقت بالعصر..

وباتت غربتي ثكلى،

وكون الكون.. قد فرّْ

فإني استميحُ الوزن من قلبك

لا يأبه بالهذر..!

ألا يا أيها النثر

أرى لمعت لي خدّاً

وقدمته لي شَهْدا

ولكنك لم تدر..

بأن الخدّ تفاحّ

وأن الشهد مفتاح

وأن اللثم.. لا يحلو..

إذا ما غادر الثغر..!

سماحاً.. أيها الشعر..

سماحاً إن سهرت الليل

في «اللا شعر..»

«حتى مطلع الفجر..»!