| الثقافية
فقدنا مع أول يوم من أيام شوال الأديبة والقاصّة صالحة السروجي رحمها الله وبهذا الفقد نطوي صفحة قاصة جديرة بالاهتمام والمتابعة نظراً لما قامت به من جهود أدبية وإبداعية رغم هجمة المرض الشرسة.
فقد رحلت صالحة رحمها الله بعد عناء مع المرض توارت عن الأنظار، وعن المشهد الثقافي لترحل بصمت وهدوء كعادة المخلصين الأوفياء، المغمورين بوهج السكون..
القاصة الراحلة خلفت لنا عشرات القصص القصيرة والكتابات النثرية إضافة الى مجموعتها القصصية «وكان حلماً» والتي صدرت عام 1415ه عن النادي الأدبي بالطائف.
فبعد رحيلها، وغياب قلمها سيتلفت أحبتها، ورفقاء دربها، وزملاؤها حولهم وسيرون فداحة الغياب ولا غيرها.. سيرى البعض منهم ما تركته لنا «صالحة» أمانة في يد الغياب بعض من الذكرى وكثير من الأحلام في قلوب طالباتها في كلية المعلمات بالمدينة المنورة.
لعلنا نجد عند ابنتها «سامية» وبما عرف عنها حبها للقلم، وعشقها للأدب والإبداع ما تركته لنا الراحلة من قصص لم تر النور بعد.
وفي عزائنا لبعضنا تعرفنا على أحبة صالحة السروجي وأصدقائها وهم كثر، كان أولهم الزميل الدكتور محمد أبوبكر حميد الذي أفادنا بأن الرحيل جاء مفاجأة كعادة الموت لحظة أن يغدر بنا.. كما أكد الدكتور محمد أن لديه بعض القصص التي لم تنشر لها إضافة الى بعضها الآخر الذي قد نشرته في حياتها من خلال بعض الصحف المحلية والعربية.
ونحن نفتقد مبدعة أسهمت في بناء أدبنا وثقافتنا وخاصة فن القصة القصيرة يجدر بنا أن نتذكر الراحلين قبلها: عبدالله با محرز الذي أرى أنه واحد منا رغم نأيه والروائي والقاص عبدالعزيز صالح مشري، وسباعي عثمان.. فبغيابهم نفقد الجهود الرائعة، والتجارب الجميلة من أولئك الذين أفنوا حياتهم خدمة للكلمة والإبداع الأدبي.
وفي ذكرى رحيل القاصة السروجي يجدر بنا القول إن حياة الأديب لدينا ما زالت تعاني من سوء ترتيب وعدم فهم، وإهمال.. فالذين عددناهم قبل قليل هم بعض من كثر داهمهم المرض، وهاجمهم النسيان، وأحزنهم التجاهل ممن حولهم، وطواهم الموت في أعطافه غرباء مجهولين تعبث الأيام بذكراهم، وبما تركوه من إرث ثقافي وأدبي متميز.
فمن الواجب أن يكون لهم نظام اجتماعي يحقق بعض أحلامهم ويرفع عن كواهلهم بعض المصاعب الحياتية التي تسهم في ابتعادهم عن العمل الأدبي والكتابي. فقيام عمل تكافلي يهتم بالأديب والكاتب سيحقق العديد من الأهداف الإنسانية التي تساعد على التواصل والتفاعل المثمر.
والأمل يحدونا أيضاً أن يقوم النادي الأدبي بالمدينة المنورة بدوره الأدبي والإنساني ويقوم بلم شتات قصص القاصة صالحة السروجي التي لم تنشر، ويصدرها بمجموعة قصصية متكاملة لعلها تكون بادرة حسنة تحتذي بها بقية الأندية الأخرى التي أصبحت بعيدة عن الأحياء والأموات على حد سواء.
|
|
|
|
|