| مقـالات
تحدثت في المقالة الأولى من هذه المقالات (المترابطة موضوعاً المتفرقة زمناً)، عن بعض الحيثيات المتعلقة بصفاقة الحملة التي يشنها الإعلام الأمريكي على المملكة، وهي حملة تدل بالفعل على وهمية (أخلاق العمل) لدى مؤسساتهم الإعلامية، وانتفاء الموضوعية المدعاة من قبل هذه الوسائل الإعلامية، فكل ما في الأمر أن واقعهم بمثالياته الديموقراطية الصاخبة الرنانة ليس سوى ميكافيلية تسقى من (عين) مشبوهة المصادر لا ترى سوى مصالحها الضيقة. فما حدث في بلدهم من أحداث لا إنسانية مؤسفة حتماً لا تمنحهم الحق في تشويه جوهر ثقافة بالتنوير قشعت ظلامية قرونهم الوسطى، غير أنه إسقاط القوة الماثل في خنوعهم لأسيادهم اليهود، وزأْرهم على غيرهم من البشر والثقافات، وإلا فأينه من قاموس الأخلاق انطاق الباطل حقا رغم تجليه باطلا؟
فتسريبهم للمعلومات المضللة عنا، ومنْحها لثلة من الصهاينة، لا تأويل له سوى أنهم على علم بوقاحة هذه الفئات التي يتزعمها الكاتب الصحفي (توماس فريدمان)، الذي لا يتوانى وأمثاله عن المسارعة الى اختزال القرائن التاريخية لمثل هذه المعلومات، وصياغتها تزويرا بطريقة تعزلها كلية عن سياقاتها، ومن ثم صبْغها (بالمصلحة الأمريكية)، فتقديمها للقارىء الجاهل بوصفها حقائق ثابتة؟
بالمناسبة ماذا عن الأفراد الغربيين الذين تم القبض عليهم في خنادق الدفاع عن طالبان من حملة الجنسيات الأمريكية، والبريطانية والاسترالية والكندية؟!
وكيف سلمت ثقافاتهم ومناهجهم الدراسية من تبعات تهمة الإرهاب، في الوقت الذي تم فيه إلقاء كل التهم على كواهلنا زوراً وبهتاناً؟ لماذا لم يحرك (فريدمان) ساكناً تجاه الحوادث المعنية، وما الذي منحه كل الحقوق الباطلة ليتهم أطفالنا بالإرهاب، حين يلقي بالتهم جزافاً على مقررات التوحيد لطلاب المراحل الثانوية الأولى، مستدلاً على ذلك بمشاركة بعض المجرمين من حملة جنسيتنا في الحوادث الإرهابية المعنية؟
إن مشاركة فئات منحرفة من السعوديين في الحوادث الإرهابية المؤسفة، لا تختلف عن أي جريمة فردية البتة، لا سيما أنه قد شهد لهم المنحرف الأفاك (أسامة بن لادن) بالبراءة في شريطه المذكور، وذلك حين صرح مبتسماً! بأن بعضا من الخاطفين لم يعلموا أن المسألة تتعدى مجرد كونها عملية اختطاف تقليدية. بل إن اليهود قد ارتكبوا تاريخيا أسوأ من ذلك بكثير كضربهم للمصالح الامريكية في القاهرة في الخمسينات الميلادية بهدف توريط العرب، والسفينة (ليبرتي)، بل إنهم نقلوا أسرار تصنيع القنبلة النووية الى الاتحاد السوفيتي، وتجسسوا على أمريكا بلدهم المزعوم! لصالح إسرائيل، كما حدث في قضية (بولارد) اليهودي.. وعلى كل فطرح مثل هذه الأمثلة هنا لا يتعدى كونه تفسير ماء بماء، حيث تكتظ أسفار التاريخ بشواهد ازدواجية الولاء اليهودي الى درجة الخيانة.
وهنا دعوني أوجّه السؤال الى رضيع الخيانة وريثها، حفيد (يهوذا)، وأعني به المدعو فريدمان؛ فانطلاقاً من تهجمه السافر على قرآننا الكريم، ما رأيه فيما يتضمنه (الانجيل) من آيات تنص صراحة على اتهام اليهود بصلب (رب!) الغالبية من مواطنيه الامريكيين أتباع المسيح..؟! وهل يا ترى أن صلْب اليهود لهذا الرب هو ما أتاح لهم السيطرة على مقادير الأمور هناك..؟!
ختاماً كيف نحرمهم من فرص ابتزازنا نفسياً.. بمعنى كيف نواجه هذه الحملة بطريقة فاعلة على المدى الطويل؟ في المقالات القادمة إن شاء الله وفي ضوء الاقرار بأهمية العلاقة مع أمريكا، نتحدث عن:
1 أهمية الحصر والاستثناء في ثقافتهم، وهذا يعني أهمية تحديد الهدف باستهداف المستهدف..
2 أهمية إلباس الحملة المضادة رداء فرديا لا علاقة له بالموقف الرسمي..
3 أهمية إبراء الذات عن طريق إدانة الآخر، وأعني بذلك اليهود، وهذا يعني الأخذ من واقعهم للذب عن واقعنا بما يثبت براءتنا، ويذكرهم في الوقت نفسه بحقيقة أفعال اليهود.. وهنا.. صدقوني سيرعوي اليهود..
|
|
|
|
|