| مقـالات
كنت أحسب أن موائد البذخ والإسراف مقصورة على الولائم الكبيرة وحفلات الأعراس أو المناسبات العائلية الجامعة أو توديع كبار الموظفين في بعض الإدارات النافذة أو في الأعياد وأمثالها.. ولكن سمعت قبل أيام أحد الأخوة يقص أمام جمع من الحاضرين، وهو بالمناسبة عضو في إحدى الشركات المساهمة المتواضعة في النمو والإنتاج قال بصريح العبارة أنه بدأ يعزف عن حضور الجلسات الروتينية مع أعضاء مجلس الإدارة المتنفذين، وأنه ذات مرة خرج محتجاً وغاضباً والسبب أن الأعضاء تمادوا في سلوكهم المتمثل في تبذيرهم وإسرافهم في المصروفات النثرية إلى درجة أنهم في اعقاب كل جلسة لا يكتفون بالمكافأة المادية السخية عن كل جلسة بل يختتمونها بالتحلق على مائدة مرصوصة بما لذ وطاب تعلوها المفاطيح الدسمة المنتقاة، وكل هذا على حساب الغلابة الذين رمى بهم حظهم العاثر المساهمة في هذه الشركة المترنحة بين التعثر والهبوط.
.. والسؤال الذي يبحث عن جواب منصف هو: من المسؤول عن مثل هذه التصرفات؟.
هل هو ضمير وأمانة المسئولين الكبار المتنفذين؟ أم المسؤول هو المحاسب القانوني الذي تصله مثل هذه الأشياء تحت مسميات مبهمة وغامضة مثل مصروفات نثرية أو مصروفات أخرى. وهي بالتأكيد حسب المفهوم والمصطلح الشعبي الصحيح والصريح بعزقة وفي هذا المعنى جاء في المثل العامي جلد غير جلدك جره على الشوك وكم قرأنا وسمعنا عن حكاية سيىء الذكر الدراكولا الذي يقال عنه أنه يمتص دماء الفريسة حتى وإن كانت مترنحة حتى آخر قطرة منها.. وهذا ينطبق على الكثير من هذه الأمثلة المشابهة في الحياة.. غير أن الدراكولا ينفرد بأنه يستمر ولا يشبع نهمه شيء حتى يلفظ أنفاسه.. والله المستعان.
|
|
|
|
|