| مقـالات
هناك شيء طريف وجميل بدأت أراه في الكثير من شوارع الرياض«وبجميع درجاتها سواء تلك المترفة في الشمال، أو الكادحة في الجنوب»، وهي ظاهرة بالتأكيد جديدة وطارئة وتستحق الوقوف عندها ورفع اليد بتلويحة خضراء مورقة.
فقد بتنا نرى أسماء المحلات في الشوارع تعلوها أسماء«صاحباتها» مثلا: متجر فوزية بنت فلان الفلاني، ومطعم منيرة ومن ثم الاسم الثلاثي بأحرف كبيرة وبارزة، محل سيراميك موضي بنت كذا وكذا.
وهكذا تظهر الأسماء بوضوع ودون مواربة أو احساس بالقصور أو الانتقاص بل الإحساس الكامل بالمواطنة الكاملة والمسؤولية المكتملة المفترضة من انسان عاقل ومكتمل ولايلجأ نحو المعميات أو الألغاز للإعلان عن وجوده.
كم قنديل أضاءت هذه الأسماء في سماء الرياض؟؟
أولا: وصلت ما انقطع من تاريخنا الماضي المجيد عندما كانت خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها أحد أبرز الأسماء التجارية في مكة، وكانت قوافلها تسير بقضها وقضيضها في رحلة الشتاء والصيف، دون الحاجة إلى توكيل أو موافقة ولي الأمر!!
ثانيا:( اليد العليا خير من اليد السفلى) وبدلا من أن تفتح المرأة كفها في هيئة المتسولة دائما في حالة غياب الأب أو الزوج، انغمرت تكافح الحياة وتواجه صرامتها، وتصنع ما يكفكف عنها نوائب الدهر وأزماته، وخاطت ما يحمي لحمها من الضياع.
ثالثا: تقبل المجتمع لكون المرأة أضحت قوة اقتصادية فاعلة وذات ثقل، سواء على المستوى المهني في قطاعات الدولة أو على المستوى الاقتصادي فيما يتعلق بالشؤون التجارية، فلم تعد تتوارى خلف الكواليس«ام فلان أو بنت فلان» أي كائن يعرف بغيره لابذاته، بل أصبح شرف مهنتها ونبلها يجعلها تجاهر باسمها وتصل ما انقطع من ماضيها المضيء.
رابعا: بعد أن قامت الجهات المسؤولة مشكورة بتوفير بطاقات الهوية الخاصة بالنساء، نأمل من وزارة التجارة أن تواصل هذا العمل النبيل وتوفر الأبواب المشرعة للمرأة كتاجرة وكمساهمة في اقتصادها الوطني. ومتجاوزة لأدوارها السابقة التي تجعلها في دور المستهلك الاستنزافي لمقدرات الاقتصاد المحلي دون أن نعي أهمية الدور الحيوي والفاعل الذي من الممكن أن تسهم فيه المرأة في هذا المجال.
ردود: شكرا لجميع بطاقات التهنئة والكلمات اللطيفة التي حظيت بها والتي أضاءت بريدي الإلكتروني لأيام عديدة.
omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|