| فنون مسرحية
ما قامت به أمانة مدينة الرياض هذا العام يستحق الاشادة والتقدير خاصة وأنها توجهت بشكل مباشر غير مسبوق إلى الاطفال لتحتضنهم في العيد وتقدم لهم عيدية من نوع آخر لم يألفوها في أيام العيد السابقة حيث قدم لهم عدد من المسرحيات والمشاهد الخاصة بالأطفال والتي أقبلوا عليها بشغف نظراً لحبهم المعروف لمسرح الطفل. بعد ان كانت المشاركات السابقة تقتصر على مجموعة من الممثلين الذين يستعرضون قدرتهم على الكلام المرتجل.
وقد قدمت الأمانة مسرحية (غابة الأرقام) للأستاذ سعد المدهش وعدداً آخر من المسرحيات والمشاهد التي كانت من ضمن برامج هذه المناسبة وبغض النظر عن مستوى بعضها إلا أن تلك الخطوة من الأمانة جيدة وتعبر عن توجه صادق لخدمة الطفل واسعاده في أيام نسعى جميعا لأن تصل فرحة الأطفال فيها إلى قمتها فهي مناسبة لاتتكرر في السنة إلا مرة واحدة لهذا فإن من حق الطفل أن يجد الاجواء التي يحبها بعيداً عن تلك الألعاب التي تستنزف جيب والده ولا تتعامل مع خياله ولا مع عقله بل تتعامل مع عضلاته رغم خطورتها مثل لعبة الدبابات وغيرها.
إن الطفل ليس له علاقة بالسيارات المتوحشة ولا أيضا بتلك الألعاب النارية التي هي ممنوعة مسموحة في نفس الوقت فهي ممنوع بيعها ومسموح لبعض البلديات ان تطلقها بمناسبة قدوم العيد لتملأ الفضاء شظايا من نور ولتضيع معها الكثير من النقود في الهواء والتي لو استثمر جزء منها في برامج ترفيهية وثقافية نافعة لكان ذلك أجدى، لكن بعض البلديات مع الأسف لا تجيد إلا ممارسة هواية الألعاب النارية لتعبر فيها عن مشاركتها للمواطنين فرحهم في العيد ولهذا تلجأ لهذه الطريقة التي هجمت علينا مؤخراً بما فيها من هدر للأموال وتقديم نموذج رسمي للتعبير عن الفرحة بالعيد وتلك البلديات في نفس الوقت تمنع الأطفال من شراء الألعاب النارية بحكم انها خطرة وممنوع بيعها واستيرادها!!
أعود لموضوع أمانة مدينة الرياض في احتفالات هذا العام حيث قدمت في الكثير من المواقع برامجها الترفيهية التي تلبي رغبات كافة أفراد الأسرة وهو كما سبق توجه يجب ان تتم الاشادة به لما يحمل في مضمونه من شعور بالمسؤولية من المسؤولين في الأمانة ورغبتهم الصادقة في خدمة المواطنين ثقافيا وترفيهيا ولعله من المعلوم ان البلديات في كبريات المدن في العالم تقوم بالكثير من البرامج الثقافية وتخطط لها ولديها أقسام خاصة بتلك الفعاليات وأمانة مدينة الرياض قد وضعت نفسها هذا العام جنبا إلى جنب مع عواصم العالم المتقدم إلا ان الاعلام مع الأسف ركز على سباقات السيارات المتوحشة والدراجات النارية الاستعراضية التي قدمت نموذجا للقيادة لم تعترض عليه الجهات المرورية وربما قلده المراهقون فيما بعد، ولعل ما يضيف الى جهود الأمانة الكثير من الاتقان والنجاح هو ان تقوم في العام القادم إن شاء الله بالإعلان قبل شهر أو شهرين عن رغبتها في تنظيم برامج ترفيهية للعيد لكي يتقدم إليها كل من له علاقة مباشرة بمسرح الطفل من منسوبي التعليم والأندية وغيرهم لكي تجد كما مناسبا من البرامج والفعاليات التي يقدمها المهتمون في مجال مسرح الطفل والمسابقات والألعاب الترفيهية لكي يتوفر لها ولبرامجها الكثير من التنوع المطلوب في مثل هذه المناسبات.
|
|
|
|
|