| عزيزتـي الجزيرة
لقد أنعم الله على الإنسان بنعم كثيرة لاتعد ولاتحصى ومنها العضلة التي توجد في فم الإنسان وهي اللسان الذي من خلاله نستطيع التحدث والتعبير عما يدور في أنفسنا وتختلف طرق التعبير من شخص إلى آخر فعند الطفل مثلا عندما يكون في المهد فإنه يبدي حركات عشوائية بيديه ورجليه ووجهه فإن ذلك يسمى عند علماء النفس حركات تعبيرية. وعندما يكبر الطفل يستطيع التحدث والتعبير عما يدور بداخله والأشياء التي تدور من حوله ولما يقع الطفل أحياناً في خطأ (ما) يفعله فمن خوفه يلجأ إلى الكذب وعندما تطلب منه أمه مصارحتها بما فعل.. قد يجيب وقد لايجيب لكن أمه بدورها تبين له ان الطريقة التي لجأ إليها خطأ والأصح مصارحتها «فذلك ينعكس على الطفل إيجابيا وهو قول الصدق دائماً مهما كانت الظروف. والصراحة أمر ليس مقتصرا على الطفل فحسب بل نحن الكبار نحتاج إلى المصارحة في جميع النواحي ومهما كانت الظروف صغيرها وكبيرها لأنه يعكس دوراً إيجابياً في تقوية الصلات مع بعضنا البعض مثل البنت وأمها. فلابد للبنت من مصارحة أمها بكل ماتحتاج إليه.. لأن الأم أكثر قربا بالنسبة للبنت من ابيها ولأنها تحس وتعرف بما يحدث من تغيرات لابنتها ولديها خبرة في الحياة وبالنسبة للمصارحة والصدق بين الزوجين فانها تكون الأساس الذي تبنى عليه الحياة السعيدة والموفقة بينهما. ومن جانب آخر فالصراحة مصحة للنفس لأنها تريحهما وتجعل الحياة مستقرة. وللمصارحة جوانب عديدة خصوصاً عندما يكون هناك أشخاص متخاصمون وكما يقال: «العتاب يقرب الأحباب» فالعتاب أفضل من ان يكون في قلب الإنسان شيء «ما» يخبئه والآخر لايعلم به ولو جعل الإنسان في قلبه شيئاً على شخص آخر دون مصارحته فان ذلك يسحبه إلى طريق الحقد والكراهية مما يعود بنتائج سلبية إذا فلتكن الصراحة الأساس الذي نبني عليه جميع تعاملاتنا الشخصية والاجتماعية ونجعلها نورا يضيء طريقنا حتى ننام قريري العين دون قلق أوتوتر.
تهاني عبدالقادر العنزي - الرياض
|
|
|
|
|