|
| عزيزتـي الجزيرة
أخي الطالب أختي الطالبة: يقول الله عز وجل: {تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً}.
أعزائي: هل رأيتم شعور الطلاب أثناء فترة الامتحان.. فزعين.. خائفين.. قلقين.. قد اجتهدوا حتى يحققوا الفوز والنجاح، هذا الوضع ألا يذكركم بيوم الامتحان الأكبر يوم الامتحان الحقيقي والنهائي: {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً} فالأسئلة محدودة ،المطلوب الإجابة عنها بصدق وإخلاص.. وعدم الزيادة والنقصان.. والاعتماد الأكبر فيها على قوة الإيمان أو ضعفه ، فالسائل فيه الله الذي لا تخفى عليه خافية يعلم السر وأخفى وأحصى الكلام والنجوى.. أما المسؤول.. فعبد حقير معروف بالذنوب والتقصير كثرت ذنوبه وعظمت عيوبه لكي يقام في ذلك المشهد أمام الأولين والآخرين.. لكي يُسأل.. وعن أي شيء يسأل.. الأسئلة محدودة لا خيار فيها ولا نقصان فيها عن عمره فيم أفناه.. وعن شبابه فيم أبلاه.. وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه.. وعن عمله ماذا عمل به والنتائج ستوزع بعد الامتحان.. نعم سوف تعرض النتيجة على رؤوس الخلائق جميعاً فالفائز يعطى كتابه وشهادته بيمينه والخاسر والعياذ بالله يعطى كتابه وشهادته بشماله أو وراء ظره. هذا نموذج للامتحان الأخروي فأعد يا أخي الطالب للسؤال جواباً وللجواب صوابا.
كذلك لي وقفة قصيرة مع الآباء والأمهات.. أيها الآباء والأمهات.. كما تتأثرون عند ظهور نتيجة ابنكم ضعيفاً فاشلاً لم يحقق النجاح فإنه ينبغي أن تحزنوا وتأسوا إذا فات ابنكم ركعة من الصلاة ناهيك أن يكون تاركاً للصلاة. أن تحزنوا إذا انتهك ابنكم محارم الله.. فأنتم في اختبار دائم ونحن ما خلقنا في هذه الدنيا إلا للاختبار وحياتنا كلها اختبار.. أيها الآباء عليكم مسؤولية كبيرة سيسألكم الله عنها.. ألا وهي أبناؤكم.. فاحرصوا كل الحرص على تذكيرهم بالله وكونوا قدوة لهم فإن صلحتم واستقمتم صلح أبناؤكم واستقاموا بإذن الله تعالى، وإن انحرفتم والعياذ بالله انحرف أبناؤكم ولا تسألوا بعدها عن سبب انحراف الأبناء وكيفية علاجه.
سالم بن راضي الحربي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|
