| قمة مجلس التعاون
*
* مسقط واس:
وصف صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية بأنه رافد من روافد العمل العربي المشترك الذي يهدف الى دعم مسيرة التنسيق والتعاون العربي في خدمة أهداف وتطلعات الشعوب العربية بمشيئة الله.
وقال سموه في حديث لوكالة الأنباء العمانية أمس حول تقييمه لمسيرة مجلس التعاون الخليجي خلال العقدين الماضيين: ان قادة دول مجلس التعاون يدركون تماما حجم التوقعات المأمولة وتعكس طموحاتهم حفظهم الله بشكل كبير تطلعات شعوبهم وآمالها، وان كانت خطوات مجلس التعاون لم تصل بعد الى مستوى التطلعات المأمولة غير انه يجب ألا نغفل الانجازات التي حققها مجلس التعاون على امتداد الفترة الزمنية المنصرمة لإنشائه التي وضعت الاسس والآليات لدعم التعاون المشترك في المجالات المتعددة بأسلوب متوازن بدأنا نجني ثماره في الوقت الراهن ونلمس تأثيراته الايجابية على المستويات السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية وغيرها من مجالات التعاون المشتركة وسيشهد المستقبل بمشيئة الله المزيد من الخطوات العملية لتوثيق عرى التعاون بين دول المجلس لكي نقترب من طموحات وآمال شعوبنا.
وتطرق سموه الى الموضوعات المطروحة على جدول أعمال قمة مسقط فقال: «ان القضايا الدفاعية والاقتصادية من الموضوعات المطروحة دائما على القمم والمجالس الخليجية ولجانها المتخصصة ويتم التنسيق والتشاور بشأنها بصورةمستمرة ضمن الموضوعات الاخرى واعتقد اننا لمسنا نتائج هذا التنسيق في قدرة المجلس على مواجهة الازمات التي تعرضت لها منطقة الخليج وتأثرت به دولها بشكل أو بآخر». وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل ان ما يصدر عن مجلس التعاون الخليجي من قرارات وتوصيات تهدف بشكل كبير الى دعم العمل العربي المشترك وتساهم في تعزيز أواصره.
وأشار سموه الى انه فيما يتعلق بالجهود الدولية لمكافحة الارهاب فإن دول مجلس التعاون الخليجي من الدول السباقة التي وقفت ضد الارهاب منذ سنوات عدة ودعت العالم اجمع الى مكافحته بكل حزم.
وأضاف سموه «ان هذا الامر لا يشكل موقفا سياسيا فحسب بل انه ينسجم ايضا مع التشريع الذي قضى به ديننا الاسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة التي تحرم قتل المدنيين الابرياء وتنبذ العنف والارهاب بكل أشكاله وصوره ولا زلنا نناشد المجتمع الدولي العمل المشترك لمحاربة هذه الظاهرة وتحديد مفهومها ومعالجة جوانبها المختلفة وآثارها السلبية على المجتمعات المدنية والاستقرار العالمي بشكل عام.
وأكد سموه اهمية التفريق بين ممارسة الارهاب وقتل الابرياء والاعتداء على ممتلكاتهم وبين نضال الشعوب المستند على حقها في تقرير مصيرها ومكافحة الاحتلال الاجنبي بما في ذلك حق الشعبين الفلسطيني واللبناني في الدفاع عن النفس ومقاومة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي وهي حقوق مشروعة كفلها ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي.
وحول أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتداعياتها قال سمو وزير الخارجية ان هناك من يسمي ذلك صراعاً بين الحضارات وآخرون يفضلون الحديث عن الحوار بين الحضارات واعتقد ان التعاون بين الحضارات وتوصيفها حوار يعتمد بالدرجة الاولى على كيفية النظراليها من قبل الآخرين على ضوء المتغيرات الدولية فالحضارات قائمة منذ قديم الزمن .
وأشار سموه الى ان الحضارات متأصلة في جذور الاجيال ولم تنجح الصراعات الانسانية في شطبها من روزنامة التاريخ ومن ضمنها الحضارة الاسلامية العريقة التي ساهمت في تطور العلوم العصرية لمجتمعنا الحالي والمنطق يدعو الى التعايش السلمى بين هذه الحضارات، وقد لمسنا جميعنا ما يحظى به الدين الاسلامي الحنيف من تقدير واحترام كبيرين لدى العالم الغربي والتفريق بين ما يحمله من تعاليم ومبادىء وقيم سامية وبين الممارسات الخاطئة لبعض الفئات الضالة المنتمية اليه للأسف الشديد وهو امر لا يقتصر على ديانة بذاتها بقدر ما تشترك فيه جميع الديانات والمعتقدات والشعوب بلا استثناء.
وردا على سؤال حول امكانية تحقيق التضامن العربي قال سموه: ان امكانية تحقيق التضامن العربي مرهونة بالالتزام بميثاق جامعة الدول العربية وما نص عليه من أسس ومبادىء والوفاء بما قررته القمم العربية ومجلس الجامعة وادراك حجم التحديات التي يواجهها العالم العربي.
وأشاد سمو وزير الخارجية بالعلاقات الثنائية التي تربط بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وقال: ان البلدين تجمعهما روابط الاخوة والمحبة والاحترام المتبادل على المستويين القيادي والشعبي مشيرا الى ان آفاق العلاقة بين البلدين لا تقف عند حدود معينة بقدر ما هي مفتوحة في جميع المجالات من واقع المصير المشترك وطموحات قيادتي وشعبي البلدين.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية إن الانجازات الكبيرة التي تحققت في سلطنة عمان والتقدم والرقي الذي وصلت اليه اضافة الى المكانة الاقليمية والدولية المتميزة التي تتبوأها ماهو الا نتاج السياسة الحكيمة والرؤية الثاقبة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله .
وأكد سموه أن تلك الرؤية التي يشاركه فيها اخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي لها أطيب الأثر في المنهجية الواثقة التي يسير عليها مجلس التعاون الخليجي التي تهدف الى دعم أطر التعاون فيما بينها في جميع المجالات.
|
|
|
|
|