| قمة مجلس التعاون
*
* مسقط واس:
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ان قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حين أقدموا على اقامة مجلس التعاون الخليجي انطلقوا من قناعات ثابتة بأن هذا هو السبيل الامثل لتعزيز التقارب وتحقيق التكامل للوصول الى الاهداف التي ننشدها جميعا.
وقال أيده الله ان ما نشاهده في مختلف أرجاء العالم من تكتلات سياسية واقتصادية يدل على حكمة الرأي وحسن التقدير في اقامة المجلس في وقت مبكر وقيادات هذا شأنها هي حريصة كل الحرص على تحقيق الاهداف الخيرة ومع ان الانجازات قد لا تكون في مستوى الطموحات فهناك تقدم في خطوات عقلانية ومنطقية متأنية وواثقة بما يضمن لها بإذن الله الرسوخ والاستمرار.
وأضاف خادم الحرمين الشريفين في حديث لوكالة الأنباء العمانية بثته أمس ان مجلس التعاون لدول الخليج العربية كيان حيوي يأخذ بالأسباب لكلما يندرج في مفهوم التطوير الايجابي وان المجالس الوزارية المتخصصة ذات الصلة تخصص حيزا عريضا من خلال اجتماعاتها الدورية المنتظمة لتفعيل آليات عمل المجلس والاستفادة من التجارب العملية والمستجدات وما يستنبط من طروحات العلماء والمفكرين ومن ضمن أولئك ما ينبثق عن المجلس الاستشاري الأعلى الذين هم صفوة من ذوي الرأي الحصيف ولذا فإن عملية تطور آليات عمل المجلس مستمرة ومع ان مواطني دول المجلس يتطلعون الى المزيد فإنني على ثقة بحول الله من ان اخواني قادة دول المجلس لن يدخروا جهدا في سبيل تحقيق تلك الطموحات.
وأكد الملك المفدى ان مجلس التعاون لدول الخليج العربية له تأثيرات متعددة الجوانب لا يمكن التقليل من شأنها تنطلق من توجه سياسي معتدل ومنهج أخلاقي رفيع والمجلس يأخذ في حسبانه السعي حثيثا للمحافظة على المكتسبات ويعمل لإحراز مزيد من التقدم.
وقال حفظه الله «ان المضي في هذا المنهج القويم سيقود بالضرورة الى ما يجعل الأداء أكثر قوة وفاعلية وبالتجربة كثيرا ما كانت مواقف دول المجلس متناغمة المصالح تجاه المنطقة وشعوبها ونتمنى مع تطور برامج الشراكة والسوق الاقتصادية ان تكون منظومتنا الخليجية اكثر قوة وتأثيرا في مصالحنا مع الآخرين».
وأوضح خادم الحرمين الشريفين أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعيش هموم الأمة العربية والاسلامية بل والانسانية جمعاء.
وقال «إن هذه المنظومة الخيرة سباقة لكل ما من شأنه خدمة وتعزيز القضايا العربية والاسلامية وفي مقدمة ذلك القضية الأولى قضية الشعب الفلسطيني الشقيق وحصوله على حقوقه المشروعة في وطنه وفي ضوء ذلك فإن دول المجلس ستتواصل جهودها بحول الله وقوته عبر كل القنوات المتاحة من أجل حفز الارادة الدولية لتفعيل دورها لتطبيق القرارات الشرعية ذات الصلة وان شاء الله لن يضيع حق وراءه مطالب سواء طال الزمن أم قصر.
وأضاف // ان القرارات التي يتخذها مجلس التعاون معلنة ومعلومة الأبعاد سواء من حيث الخطوات التنظيمية أو من حيث آليات التنفيذ ولذلك فإن ترجمة ذلك الى منجزات تؤدي الى تحقيق الأهداف التي يتطلع اليها يخضع لعدة اعتبارات أهمها ضرورة التغلب على كل المعوقات التى قد تنشا أثناء عملية التطبيق وما تم التوصل اليه من قرارات حول الاتفاق على تطبيق الاتحاد الجمركي والاتفاق على مثبت مشترك لعملات دول المجلس يعد نقله نوعية ومهمة وضرورية في اطار سعي الدول الاعضاء لتحقيق التكامل الاقتصادي بينها ونحن على ثقة ان شاء الله اننا سنتمكن جميعا من التخلص من المعوقات أولا بأول وسنصل باذنه تعالى الى التكامل المنشود في الوقت المناسب».
وثمن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود سياسات جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان حفظه الله على كافة المستويات الداخلية والخارجية .. وقال «إن أخي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد من القادة العرب والمسلمين الذين يعملون بدون كلل من أجل بلورة سياسات ناجعة على كافة المستويات الداخلية والخارجية .. ولذا شهدت سلطنة عمان نقلات حضارية متتالية حققت مزيدا من التقدم والازدهار فأصبح الوطن والمواطن العماني في المستوى المرموق الذي يغبطه الآخرون».
وأوضح خادم الحرمين الشريفين ان اسهامات جلالته على المستوى الخارجي واضحة ومشهودة ولها مردوداتها الايجابية متعددة الأبعاد التي تذكر فتشكر لما تنطوي عليه من الحكمة وبعد النظر والرأي السديد.
وقال الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود لقد أولينا مع أخي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد العلاقات بين بلدينا الشقيقين كل ما تستحقه من رعاية واهتمام وهي علاقات تقوم أولا على الروابط الأخوية الثابتة وثانيا على الثقة المتبادلة وثالثا على الاحترام والتقدير الكاملين ولذلك فهي تنمو ولله الحمد من حسن الى احسن وفي هذا السياق فإن التعاون بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات الحيوية قائم ومضطرد وسوف تتطور بإذن الله آفاقه لما فيه المزيد من العطاءات الخيرة والتواصل البناء بين الشعبين العزيزين في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.
وأضاف حفظه الله هناك العديد من البرامج والفرص الاستثمارية والاقتصادية التي نعول على ان يكون للاشقاء في عمان نصيب منها عندما تطرح ضمن برامج الشراكة الاقتصادية فأي مردود ايجابي على مؤسسات ومواطني اشقائنا في عمان ننظر له بنفس النظرة لمؤسساتنا الوطنية.
وفيما يتعلق بالارهاب والجهود الدولية لمكافحته قال خادم الحرمين الشريفين ان الارهاب في المصطلح السياسي الاعلامي المعاصر هو في حقيقته افساد في الارض وديننا يحرم ذلك وليس له وطن ولا دين ولا جنسية لذا فمن الطبيعي التعاون من أجل اجتثاث جذوره تفاديا لشروره وهذا ما كناومازلنا نطالب به ونلح في طلب التعاون لمعالجته حتى لا يستفحل خطره والمملكة العربية السعودية واخواتها دول المجلس تسهم بكل ما تستطيعه لدعم وتعزيز الجهود الدولية في هذا الصدد على شرط ان يتوافق ذلك مع شريعتنا الاسلامية السمحة ومع ما توصي به الشرعية الدولية ليتسنى المضي قدما لما فيه خير البشرية.
وأضاف خادم الحرمين الشريفين ان تحقيق الامن والسلام والاستقرار لشعوب المنطقة رهن بتطبيق السياسات الرشيدة التي تتجنب الوقوع في الاخطار الناجمة عن سوء التقدير أو الرغبة الجامحة للهيمنة والتسلط وغمط حقوق الآخرين .. لذلك لا بد من التعاون على كافة المستويات اقليميا وعربيا واسلاميا ودوليا من أجل ايجاد الصيغ المنطقية والموضوعية لمعالجة المشكلات القائمة حتى تعود الحقوق لاصحابها بعيدا عن ازدواجية المعايير وبذلك تعيش المنطقة بل ويعيش العالم أجمع في أمن وأمان واستقرار وحياة هانئة كريمة.
|
|
|
|
|