| متابعة
*
* نيقوسيا د ب أ:
أكد متحدث باسم «مجموعة قبرص» الأفغانية أمس الاحد أن أعضاء المجموعة سيشاركون «بنصيب عادل ومعقول» في الحكومة الأفغانية المؤقتة الجديدة التي ستشكل خلال ستة أشهر.
وقال المتحدث باسم الجماعة إحسان الله مايار في تصريحات خاصة لصحيفة سايبرسويكلي الاسبوعية التي تصدر في نيقوسيا من منزله في تكساس «كفى 23 عاماً من الحرب والدمار ومن حق شعب أفغانستان اليوم أن يتنفس هواء الحرية والسلام والأمن».
وأوضح أن المجموعة القبرصية تنازلت بمحض إرادتها عن أربعة مناصب يحق لها أن تشغلها في الإدارة المؤقتة من أجل التحالف الشمالي الذي طالب بأن تكون له الكلمة العليا في أمر إعادة بناء البلاد التي خربتها الحروب.
يذكر أن فصائل المعارضة الأفغانية، بما فيها المجموعة القبرصية، اجتمعت في أوائل الشهر الجاري في بون للاتفاق على إدارة مؤقتة للبلاد وأجمعت على اختيار القائد البشتوني حامد قرضاي رئيساً، وأدى قرضاي اليمين الدستورية في كابول في 22 من كانون أول/ديسمبر الجاري، وأعضاء كذلك لاحقاً 29 عضواً في الإدارة الجديدة التي تضطلع بشؤون تصريف أمور البلاد لفترة تستمر ستة أشهر.
وقد عمد قرضاي إلى خفض حدة الخصومات السياسية إلى أدنى حد، فأشاد بزعيم الحرب الأوزبكي عبدالرشيد دوستم وبالقائد إسماعيل خان.
وقال عن دوستم «إنه أخي» وعن خان «إنه رجل عظيم ووطني».
إلا أن مايار تمسك بمعارضته لعبد الرشيد دوستم وكرر القول: «إنه كان يتعامل مع الجيش السوفيتي وقتل أفغاناً أبرياء خلال انتفاضة الشعب الأفغاني» خلافاً لخان الذي «كان ولا يزال مسلماً مؤمناً». وقال «إن الاثنين لا يمكن أن يكونا أخوين» وخان وحده هو الذي يمكن أن يطلق عليه صفة «الرجل العظيم».
وأكد مايار «أن المجموعة القبرصية برهنت خلال الاجتماع (في بون) على أن عودة السلام إلى بلادنا الغالية هي الهدف الأسمى والأهم من المراكز أو المكاسب الشخصية».
وتتألف المجموعة القبرصية من منشقين أفغان ومغتربين من الاقلية الأوزبكية والطاجيك العرقية وأساتذة جامعة أفغان وساسة وأفراد من الأغلبية الباشتون.
وقد مثلها تسعة مندوبين في بون، وقد اتخذت هذه المجموعة اسم «مجموعة قبرص» لأنها عقدت اجتماعات كثيرة في قبرص خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأوضح مايار أن المجموعة القبرصية تترقب عقد مجلس الشورى الأفغاني التقليدى «لويا جيرغا» في حزيران/يونيو المقبل بقيادة الملك السابق ظاهر شاه ليعيد توزيع السلطة على القبائل والفصائل الأفغانية بحيث تشكل حكومة ذات قاعدة عريضة من الشعب، وتتوقع المجموعة القبرصية أداء دور بارز في هذه الحكومة المقبلة حسبما أكد مايار الذي قال: «إنها ستشارك حتماً بعد عقد اجتماع طارىء لمجلس الشورى». وينتقد مايار بشدة محاولات بعض الشخصيات الأفغانية التي كانت تحكم أفغانستان «حماية مراكز قواهم في كابول وتخريب محادثات بون وأهدافها». ويقول: «إن التدخل الأجنبي مثل الدعم الذي منح إلى برهان الدين رباني (الرئيس الأفغاني السابق) ومؤيدي أحمد شاه مسعود من قبل إيران وروسيا والنفوذ الذي تمارسه باكستان (على جماعات أخرى) .. كل ذلك أدى إلى الحد من نجاح المفاوضات».
وفيما يتعلق بالدعم المالي الذي تتلقاه المجموعة القبرصية من إيران، يؤكد مايار أن هذا لا يعني أن طهران تحرك المجموعة كيفما تشاء، ويشدد أيضاً على ان هذا الدعم غير مشروط وأن مجموعته لا تخفيه، ويضيف: «إن فلسفة المجموعة هي تلقي الدعم المالي من أجل قضية الحرية وليس من أجل قتل مواطنينا الأبرياء».
وكان قرضاي قد وصف باكستان وإيران بأنهما «أفضل جيراننا وعشيرتنا»، وشكر لهما مساعدتهما لأفغانستان في حربها ضد السوفيت وإيواء ملايين اللاجئين الأفغان.
يذكر أن باكستان عبرت علناً عن شكوكها في قوات التحالف الشمالي التي تسيطر على الجيش والشرطة في حكومة قرضاي، وأثارت إيران شكوكا إزاء سماح أفغانستان بتمركز قوات أجنبية لديها.
وحول طلب قرضاي مليارات الدولارات للمساعدة في إعادة بناء أفغانستان، يؤكد مايار أن النقود ستكون «بين أيد أمينة»، ويوضح مايار في ختام تصريحاته الخاصة لصحيفة سايبرس ويكلي الواسعة الانتشار أن أكبر تحد سيواجهه قرضاي وإدارته المؤقتة هو «كيفية كبح جماح التضخم» بالسيطرة على «تريليونات الأفغاني (العملة المحليةالأفغانية)» المتداولة حالياً.
ويضيف أنها العملات التي كان قد «أصدرها رباني خلال فترة رئاسته بلا أدنى مسؤولية كما لم يحدث قط في تاريخ أفغانستان».
|
|
|
|
|