| مقـالات
الإرهاب اصبح من الالفاظ المطّاطة التي يعرِّفها كل حسب مصالحه، فالنفعية صارت اهم مايحدد الارهاب، وخير مثال هو تغيير القوانين في كثير من دول اوربا لتعطي الحق للحكومات في القبض على من تريد ايداعه السجن دون محاكمة، واكثر الذين تميزت القوانين لسجنهم كانت تحميهم الحكومات باسم اللجوء السياسي او المعارضة في بلادهم.
وقد نشرت صحيفة الحياة في عددها 4810 الصادر في 7/12/2001م نقلاً عن «رويترز» ان الاتحاد الاوربي المكون من 15 دولة قد حدد الارهاب بأنه «اعمال ترتكب بهدف ترويع الاهالي او اجبار حكومة او هيئة دولية على القيام بعمل او الامتناع عن القيام بعمل ما، او تدمير الهياكل الاساسية السياسية او الدستورية او الاقتصادية او الاجتماعية لدولة او لهيئة دولية او زعزعة استقرارها بشكل خطير».
وواضح من التعريف انه فصّل ليكون بمقاس احداث 11 سبتمبر في امريكا فقط، لذا قد يتغير اذا تغيرت الظروف لكن الاهم ان اسرائيل قد قامت خلال الايام الماضية باعمال ينطبق عليها التعريف السابق، فهي قد روعت الاهالي بل قتلتهم واجبرت السلطة الفلسطينية على فعل ماتريده، ودمرت الهياكل الاساسية والدستورية والاقتصادية والاجتماعية للسلطة الفلسطينية، ومع كل ذلك لم يصدر من اوربا ولو لوم على افعال اسرائيل، مع ان اسرائيل فعلت من الارهاب اضعاف ماورد في التعريف، فهي قد قامت اساساً على الاعمال الارهابية لمناحيم بيجن ومن عاصره من الإرهابيين، ثم استمرت ارهابية في كل مذابحها في دير ياسين وصبرا وشاتيلا و قانا ومذبحة رمضان في المسجد الخليلي، وفي تجريف بيوت الفلسطينيين ومزارعهم على مدى 50 عاماً، ومن ارهابها ان اي صحفي في اوربا وامريكا لايجرؤ ان يكتب سطراً واحداً عن ارهابها حتى والدماء تعرض حمراء على شاشات التلفاز اما السياسيون فنهايتهم ان لم يمجدوا ارهاب اسرائيل.
التعريف الاوربي اعرض عن ارهاب الدول التي تقصف بطائراتها المدنيين لتطارد فرداً واحداً، واعرض عن نسف مدن كاملة من الحكومات في العالم الثالث، وكأنه اعطى الحق للقوة ان تقصف المدن اذا اتهمت فرداً او افرادا بالارهاب بل ان ارهابياً مثل شارون لو حوكم على كل جرائمه الارهابية فان اقصى عقوبة حددها الاتحاد الاوربي هي السجن 15 عاماً.
الإرهاب لفظ عائم شرير اصبح يستخدمه القوي لقتل الضعيف، وهو لدى القوي فرق فيه بين من يقاتل دون عرضه او شرفه او وطنه او دينه وبين من يأتي من اوربا وفق اساطير اسرائيلية ليقتل الشعب العربي في فلسطين بل ان المنظمات الخيرية الاسلامية التي تطعم الجائع وتكسو العاري اصبحت ارهابية مادامت لاتدور في فلك القوي، ولم يعد هناك فرق بين الجهاد المقدس، والكفاح الوطني الشريف، والاحتلال المعتدي، و التسلط الظالم، فهي تعد ارهابا او عدم ارهاب حسب مصلحة القوي، وقد كانت هناك اعمال تحسب ارهاباً في السنين الماضيات لم تعد ارهاباً، واخرى كانت كفاحاً مشروعاً اصبحت ارهاباً، وصار التركيز على الافراد والمنظمات اما الدول فمهما فعلت فلا تحسب اعمالها ارهابية في ضوء ازدواج المعايير.
للتواصل ص.ب 45209 الرياض 11512
الفاكس 4012691
ayedhb@hotmail.com
|
|
|
|
|