| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة.. تحية طيبة..
يا زمن العمر.. توحشني دروبك.. وسط أناس أخذت المفاهيم الخاطئة معنى لحياتهم فتجوب شوارع في كامنهم.. ويتردد صداها في قلوبهم جميعاً.. استحالوا إلى هياكل فارغة.. مبدأ المنفعة أصبح واقعهم التعيس.؟!
كالدمى في عيني.. لهم جميع خواص المخلوق الحي.. لكن ليس الأعين كلما نظرت شاهدت..! ولا الشفاه كلما انفرجت ابتسمت..! ولا الألسن كلما تحركت نطقت..! ولا الأيدي والأرجل كلما اهتزت تحركت..! هكذا أراهم يعيشون حياتهم في مشاغل لا تنتهي.. أصبحوا غرباء للأسف في تعاملهم.. فقدوا الإحساس والتواصل الحقيقي بالآخرين.. مات كل شيء جميل بداخلهم.. مات الإحساس.. مات الحب.. مات الإنسان بداخلهم.. لقد أصبح ذلك الإنسان الصادق بمشاعره تائهاً بين تلك الدروب تملؤه الحيرة.. وكأن كل شيء حوله جامد.. فتبلورت مشاعره كقالب ثلج بين الآخرين.. كتاب في خافقه متاعب.. فلا واقعي يبدو ولا خيالي يغدو.. لقد صدمته الحياة صدماً، لايحتمله الواقع بمرارته.. ولا الخيال بحلاوته. لقد مات هؤلاء البشر اجتماعياً.. وأصبحوا يعيشون حياة بلا حياة يحيون فيها..!! أقف زاجرة لهم.. وأخرى مذعنة.. ولكن لا حياة لمن تنادي.. وها أنا ذي أضحك معهم بكل جراح الصمت.. وابتسم بكل دموع الحزن.. متظاهرة بالقوة واللامبالاة.. لأغمض عيني عن أخطاء سكنت في سماء أعينهم..!
نجود أحمد - الرياض
|
|
|
|
|