| عزيزتـي الجزيرة
الجمرة الخبيثة هي نوع من البكتيريا على شكل عصا، وهي منتشرة في الحيوانات، ونادراً ما تصيب الإنسان، وهي منتشرة في الدول الصناعية أكثر، وهذا النوع من البكتيريا يوجد في صورة أبواغ مقاومة للحرارة حتى 100 درجة مئوية، وتتحول إلى الطور الحي عند تلامسها مع كائن حي سواء الحيوان أو الإنسان.
وأكثر طرق الاصابة شيوعاً هي تلامس الجسم مع تراب أو رمال أو جسد ميت ملوث بهذه البكتيريا أو استنشاق هذه الحويصلات.
ومن المعلوم أن كثيراً من الأمراض التي تصيب السيدة الحامل لها القدرة على النفاذ من المشيمة، وتصيب الجنين، وهذه البكتيريا واحدة منها، والواقع أنه لا توجد حالات مسجلة لاصابة سيدات حوامل بهذه البكتيريا حتى الآن، وغير معلوم تماماً تأثيرها على السيدة الحامل، ولكن نظرياً لن تؤدي الاصابة إلى مضاعفات للجنين غير متوقعة بإذن الله .
وهناك تطعيم ضد الجمرة الخبيثة موافق عليه من هيئة الأغذية والدواء الأمريكية منذ عام 1970، ولا يسبب أي مخاطر للسيدة الحامل، ومن طرق العلاج استعمال المضادات الحيوية، وهناك أمران يجب وضعهما في الاعتبار:
أ الوقاية، وهي اعطاء المضادات عند التعرض لهذه البكتيريا وقبل ظهور أي أعراض للمرض.
ب العلاج: عند تشخيص المرض.
أما أنواع المضادات الحيوية فهي متعددة، والشيء الأهم هو أهمية علاج الأم الحامل بالدواء المناسب والسليم، حيث إن وجود الجنين يجعل كثيراً من الأطباء يتخوف من اعطاء أي دواء، ويجعل علاج الأم غير مؤثر، ولذا لابد من أن ننظر بعين الاعتبار إلى أنه لا فائدة من عدم اعطاء المريضة العلاج المؤثر، حيث أن المرض قد يؤدي إلى وفاتها.
ويعتبر البنسلين دواء آمناً لا يوجد ضرر لاستعماله مع الحمل، ولا يوجد معه أي مضاعفات (عدا الحساسية عند بعض الأشخاص».
أما السيبرو فهو الدواء المفضل للوقاية بعد التعرض للجمرة الخبيثة، واختياره يعتمد على وزن المنفعة للأم والمخاطر للجنين، والواقع أن هناك دراسة على 200 أم حامل تناولت السيبرو أو مشابهاته دون أن يظهر أي آثار ضارة على الأطفال بعد الولادة بالرغم من أن الدراسات على الحيوانات أظهرت تأثيره على الغضاريف النامية، لذا ينصح بعدم استعماله تحت سن 18 سنة أو للحوامل، ولكنا لا زلنا نؤكد أن حماية الأم الحامل التي تعرضت للجمرة الخبيثة باعطائها السيبرو مفضل على الأدوية الأخرى.
وهناك الأريتروميسين ولا يوجد منه أي مضاعفات لاستعماله أثناء الحمل.
أما التتراسيكلين فلا يحبذ استعماله أثناء الحمل حيث تسبب في صبغة أسنان الطفل، وبطء في نمو العظام عند السيدات اللاتي تناولن هذا الدواء في المرحلة الثانية أو «الثالثة» من الحمل، كما أن هذه الأدوية قد تسبب تلفاً بكبد بعض النساء الحوامل.
والستربتوميسين: لا يجب استعماله أثناء الحمل، حيث أنه يمكن أن يؤثر تأثيراً بالغاً على عصب السمع، وكذلك الكلورا مفينيكول الذي لا ينصح باستعماله بسبب آثاره السامة للأم واصابة الطفل حين الولادة بتناذر الطفل الرمادي اذا اخذ في الأسابيع الأخيرة ما قبل الولادة.
د. رقية بنت سيد محمود
أخصائية أمراض النساء والولادة
|
|
|
|
|