رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 30th December,2001 العدد:10685الطبعةالاولـي الأحد 15 ,شوال 1422

محليــات

مستعجل
كيف قضينا الإجازة؟
عبدالرحمن السماري
** وانتهت الإجازة.. إجازة عيد الفطر المبارك.. وهكذا كل الأوقات.. تبدأ.. وتنتهي..
** وهكذا أيضاً.. عمر الإنسان.. ساعات وأيام وأشهر وسنوات بسيطة.. ثم يصير في عداد الأموات..
** كيف قضينا الإجازة.. وماذا عملنا.. وماذا حققنا.. وهل نحن راضون عن هذا التعامل مع هذا الوقت.. وهل كنا مخططين بالفعل لإجازة كتلك؟
** هناك من كان عائقه للسفر.. هو آخر يوم.. بل آخر ساعة من الدوام «ليزرق» بعض الدول القريبة أو البعيدة.. مع اختلاف وتعدد الأغراض التي كانت وراء هذه «الزَّرْقَةْ».
** نعم.. مبررات «الزَّرق» والسفر خلال الإجازات القصيرة مختلفة ومتعددة..
والمشكلة.. أن بعضهم من «الشيوخ» بمعنى.. أن بعضهم قد جاوز مع الأسف ال«ستين» وقد ملأ منزله أولاداً وبنات وأحفاداً.. لكنه يقول.. إنه في مهمة في جنوب أو شمال أو شرق أو غرب المملكة.. وستنتهي مهمة العمل بنهاية آخر يوم من الإجازة!!
** وما أكثر مهمات هؤلاء.. وما أكثر «حركاتهم» والمشكلة.. أن زوجته وأبناءه وبناته.. الصغار والكبار.. وأقاربه وجيرانه.. وكل من حوله.. يعرفون «مثلاً» أنه «زارق» بلد قريب أو بعيد..
** ويعرفون أنه ليس هناك مهمة و«لا شغل ولا مشغلة» لكن مثل هذا الشخص.. يضحك على نفسه فقط..
** ما أكثر هؤلاء مع الأسف.. ولا ندري متى «سيعقلون» ومتى سيحاسبون أنفسهم.. ولا متى «سيستحون» ويخجلون؟.
** والمشكلة.. أن بعض هؤلاء مع الأسف قد يصادف ابنه أو حفيده هناك.. و«ذاك الشبل من ذاك الأسد» أو كما يقول العوام «جاذْبَهْ أبوه؟!!».
** وهناك من منَّ الله عليه بالهداية واستثمر الإجازة في بيت الله الحرام.. صائماً مصلياً.. وقضى كل الإجازة في عمل صالح يحتاجه يوم يوضع في القبر..
ويرجع ماله وأهله.. وسيبقى هذا العمل فقط نسأل الله السلامة.
** وهناك أيضاً.. من استثمر الإجازة في عمل صالح.. وبقي في مدينته أو قريته.. عابداً.. مطيعاً لربه.
** وهناك أيضاً.. من تجنَّب الشرور والمفاسد والآثام.. ولكنه كان دون سابقه.. وهكذا..
** وهناك من لم يمنعه البرد والصوم من «الكشتات» رغم أن البر لا يوجد فيه.. سوى البرد فقط..
** وهناك من قضى إجازته طريح الفراش.. لمرض أو أزمة أو مشكلة..
** وهناك وهناك حالات وحالات.. وتعددت الأحوال والإجازة واحدة..
** ويبقى السؤال.. كم كان نصيب أولادنا وأسرنا من الإجازة؟!
** هل منحناهم شيئاً.. وهل اعترفنا بوجودهم وبحقوقهم علينا.. أم اكتفينا بالقول المشهور لدى هؤلاء: «سواقهم عندهم.. وشغالتهم عندهم.. والثلاجة مليانة.. وش يبون بعد؟!!».
** إن حقوقهم أيها الأب «المثالي والقدوة؟!» لا تقتصر على مجرد التمشية والتسلية والترفيه.. بل ان من حقوقهم «الله يرحم الحقوق» الرعاية الصحيحة والتربية السليمة والتوجيه العقلاني الشرعي المدروس.
** من حقوقهم.. تعليمهم.. كيف يقضون وقت الفراغ بشكل سليم..
** من حقوقهم تدريبهم.. كيف يستثمرون كل ثانية من عمرهم.. حتى ولو كان ذلك في تسلية مباحة..
** من حقوقهم.. أن نكون قريبين منهم.. من غير رقابة لصيقة صارمة قاتلة مخيفة..
** نعم .. كيف قضينا الإجازة؟

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved