| متابعة
*
* نيودلهي إسلام أباد الوكالات:
مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف انه يود ان يجري محادثات مع رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي إلا أن نيودلهي رفضت العرض أمس السبت قائلة إنه يتحتم على جارتها القيام بالمزيد من الإجراءات لكبح جماح من سمتهم المتشددين.
وقال مشرف يوم الجمعة إنه يود ان يلتقي بفاجبايي أثناء قمة اقليمية تعقد في نيبال الاسبوع الحالي إلا أن مسؤولا كبيرا بوزارة الخارجية الهندية قال إنه من غير المرجح ان يعقد مثل هذا الاجتماع.
وزعم المسؤول لرويترز «الهند تؤيد دائما الحوار مع باكستان ولكن في ظل الظروف الحالية وإلى ان تتمكن باكستان من توفير مناخ موات بالعمل بشكل أكثر تصميما ضد الإرهاب فان احتمالات مثل هذا الحوار لا يمكن ان تكون مبشرة».
وفي الوقت الذي يحشد فيه البلدان اللذان يتمتعان بقدرة نووية القوات عند حدودهما ويتبادلان فيه فرض العقوبات على بعضهما البعض صرح الرئيس الأمريكي جورج بوش ان الولايات المتحدة تعمل بجد لإعادة الهدوء والحيلولة دون اندلاع حرب رابعة بين البلدين الواقعتين في جنوب آسيا. ورفضت الهند فكرة إجراء محادثات في قمة نيبال إلا أن مشرف قال إن نيودلهي بحاجة إلى توضيح استعدادها لتهدئة الأوضاع بين الجانبين التي توترت بعد هجوم انتحاري تعرض له البرلمان الهندي في وقت سابق من هذا الشهر مما أسفر عن 14 قتيلا بينهم المهاجمون.
وتتهم الهند جماعتين مقرهما باكستان تقاتلان حكم الهند في كشمير بالتورط في الهجوم، وتنفي جماعتا جيش محمد والعسكر الطيبة تورطهما في الهجوم.
وقال مشرف للصحفيين بعد مأدبة عشاء أقيمت في قصر الرئاسة يوم الجمعة «لا أمانع في الاجتماع معه لكنك لا تستطيع ان تصفق بيد واحدة، يجب عليه «فاجبايي» ان يبدي استعدادا من جانبه وسيكون هناك استعداد من جانبنا».
وقال الزعيم العسكري الباكستاني إن بلاده لن تبدأ حربا.
ومضى يقول لضيوفه على مأدبة العشاء «باكستان تسعى للسلام ولا نريد حربا.. لن نبدأ الحرب إلا إذا فرضت... علينا».
وتقول الهند إن الهجوم على البرلمان كان القشة التي قصمت ظهر البعير بعد ان أبدت ضبط النفس في أعقاب الهجمات التي ألقي باللوم فيها على متشددين مقرهم باكستان.
ويواجه فاجبايي أيضا الانتخابات في كشمير وثلاث ولايات أخرى في فبراير/شباط كما يقع تحت ضغط متزايد من حزبه ومن العديد من الهنود لاتخاذ موقف صارم.
ومن المتوقع ان يحث اجتماع للمسؤولين التنفيذيين في حزب بهاراتيا جاناتا الذي يرأسه فاجبايي الحكومة على اتخاذ إجراء متشدد لكبح الإرهاب.
وقال برامود ماهاجان للصحفيين بعد اجتماع وزاري الاسبوع الماضي ان فاجباي يعقد اجتماعا لزعماء الأحزاب السياسية لمناقشة العلاقات بين الهند وباكستان.
وتخشى الولايات المتحدة ان تندلع حرب بين الهند وباكستان مما يعطل حملتها ضد الإرهاب بما في ذلك البحث عن أسامة بن لادن المشتبه به الرئيسي وراءالهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر ايلول.
وقال بوش «تعمل حكومتي وإدارتي بجد لتهدئة المنطقة على أمل اقناع الجانبين بوقف أعمال التصعيد» مضيفا ان وزير الخارجية الأمريكي كولن باول اتصل بالجانبين يوم الجمعة.
وأشاد بوش بمشرف لاعتقاله 50 متشددا وقال إنه يأمل ان تكون نيودلهي قد لاحظت الإجراءات التي يتخذها الزعيم الباكستاني.
وترسل الهند وباكستان قوات ومعدات ودبابات ومقاتلات ومدفعية لتعزيز حدودهما في أكبر حشد للقوات منذ نحو 15 عاما، ويفر المزارعون من المناطق عند الخطوط الأمامية.
وكررت باكستان مطالبها للهند بأن تسحب قواتها من عند الحدود حتى تحذو حذوها وتبدأ المحادثات الأمر الذي يحول دون اندلاع حرب.
وخلال الاسبوعين المنصرمين وقعت اشتباكات يومية مما أسفر عن مقتل مدنيين فيما أسفر القصف أمس عن مصرع أربعة أشخاص.
وقال متحدث دفاعي ان تبادلا لإطلاق النيران اندلع بين قوات هندية وباكستانية عند الحدود مساء أمس الجمعة إلا أنه لم ترد تقارير بوقوع إصابات.
وتتهم الهند باكستان برعاية المقاتلين الذين يسعون إلى استقلال كشمير.
وتنفي باكستان رعاية الكشميريين واعتقلت زعيم أحد الجماعتين وجمدت أصول الجماعة الأخرى.
إلا أن الهند تقول إن هذه الخطوات محاولة لخداع العالم حتى يعتقد ان باكستان تقمع المتشددين ولم تستبعد شن هجمات عسكرية ضد كشميريين في باكستان.
وأعلنت نيودلهي موجة جديدة من العقوبات ضد إسلام أباد يوم الخميس بينها تقليل عدد أعضاء البعثة الباكستانية في نيودلهي والبعثة الهندية في إسلام أباد إلى النصف وعدم التصريح للطائرات الباكستانية بالتحليق في الأجواء الهندية وردت إسلام أباد بتطبيق نفس العقوبات.
وتأتي التطورات على الرغم من مؤشرات التهدئة ومن ذلك موافقة الهند على مرور طائرة مشرف بإجوائها إلى النيبال.
كما قال مسؤولون هنود ان وفد سلام هنديا يضم من بين أعضائه القائد السابق للبحرية الادميرال ال 0رامداس سيصل إلى إسلام أباد فى وقت لاحق فى محاولة لإطلاق الحوار بين الهند وباكستان وإنهاء الأزمة بينهما.
وذكرت وكالة الأنباء الهندية «برس ترست» ان الوفد الذى شكل بناء على مبادرة من جانب جنود هنود وباكستانيين سيصل عن طريق الحدود البرية فى ولاية البنجاب، ومن المقرر ان يلتقي الوفد خلال وجوده في إسلام أباد بالرئيس برويز مشرف وعدد من المسؤولين الباكستانيين.
وأوضح بيان أصدره المنظمون ان زيارة الوفد تأتي في وقت حرج حيث يمكن لأي سوء فهم في الاتصالات بين البلدين ان يشعل الحرب بينهما.
إلى ذلك ذكرت إحدى الصحف الهندية أمس السبت انه يتوقع ان يلتقي وزير الخارجية الهندي جاسوانت سينغ نظيره الباكستاني عبد الستار عزيز أثناء انعقاد قمة دول جنوب آسيا الاسبوع المقبل في النيبال.
ونقلت صحيفة تايمز اوف انديا عن مسؤول هندي كبير قوله «سيكون هناك لقاءات ثنائية على هامش القمة وليس ضمنها إلا في حال حصول كارثة كبرى وهذا ما يصعب تصوره نظرا إلى علاقاتنا وتاريخنا».
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه «ان جاسوانت وعبد الستار سيلتقيان على الأرجح في كاتماندو» مضيفا ان العلاقات بين الجارين المتنازعين اللذين يمتلكان السلاح النووي «ليست سيئة كما هو ظاهر».
ومن المرتقب ان يشارك رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاريي فاجباي والرئيس الباكستاني برويز مشرف في اجتماع الدول السبع الأعضاء في رابطة جنوب آسي اللتعاون الاقليمي بين 4 و6 كانون الثاني/يناير في العاصمة النيبالية.
وقد أعلن مشرف استعداده للقاء فاجبايي لكن الهند رفضت هذه الفكرة.
|
|
|
|
|