| متابعة
*
* القاهرة مكتب الجزيرة عثمان أنور:
في خضم ما يشهده العالم من تداعيات الحرب الافغانية تتوالى الضغوط الاسرائيلية على الفلسطينيين، وتقوم حكومة شارون بتضييق الخناق على السلطة الفلسطينية رغم المحاولات الجادة للرئيس ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية لوقف عمليات المقاومة المسلحة واستئناف عملية السلام، الأمر الذي يزيد من حدة التساؤلات ما الذي تريده اسرائيل وتهدف اليه من اجراء المزيد من الضغوط؟، وهل تريد فرض سلام من وجهة نظرها دون أية مراعاة للطرف الآخر؟، وماهي الضغوط المتزايدة التي تمارسها، وفي خضم ذلك ماهو مصير منظمات المقاومة الفلسطينية والانتفاضة؟!
حول هذه التساؤلات الملحة استطلعت «الجزيرة» آراء نخبة من المفكرين والمحللين السياسيين:
صمت تام
يؤكد الدكتور محمد السيد سعيد نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام: ان الممارسات الاسرائيلية الوحشية المتصاعدة تهدف الى اسكات صوت الفلسطينيين الى الأبد وهذا من غير الممكن ان يحدث فلا يوجد أحد يستطيع ان يخمد صوت شعب يقاوم من أجل تحرير أرضه ويحافظ على كيانه، كما ان وقف أعمال العنف لا يأتي بمجرد نداءات لأن العنف الاسرائيلي والاعتداءات الوحشية مستمرة تمارسها اسرائيل جهارا نهارا ولم تنصع لأية خطابات أو نداءات سواء من الدول العربية او حتى أمريكا، فماذا يفعل شعب أعزل تجاه هذه الاعتداءات فاسرائيل ليست سوى سلطة ارهابية تمارس عمليات القمع والارهاب المستمر ضد الشعب الفلسطيني، وطوال نضال الشعب الفلسطيني لم يبالي بأية نداءات طالما لا تلبي الحقوق المشروعة وطالما العنف الاسرائيلي مستمر.
والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يبذل جهودا جادة للخروج من المأزق الحالي حيث الحرب الدائرة هي حرب شاملة وطالت عمليات القصف كافة الأهداف الفلسطينية مدنية وغير مدنية ومقرات السلطة الفلسطينية ويقول د. السعيد ان السلطة الفلسطينية محاصرة فكيف تستطيع وهي في هذا الوضع أن تفرض سيطرتها على الأراضي الخاضعة لها فهي لا تستطيع ذلك لأنها ببساطة محاصرة وتطولها عمليات العنف والقتل الاسرائيلي كما اننا نجد ان عمليات المقاومة والمهمات الانتحارية تحدث داخل الأراضي العربية التي تخضع للسيطرة الاسرائيلية فكيف تسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيا؟! ويرى الدكتور حسن نافعة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة: ان اسرائيل تريد امتلاك والتحكم في كل ما يخص الفلسطينيين وقد سبق وان طلبت من الرئيس عرفات اعتقال عناصر المقاومة التي قد اغتالت العديد منهم من الاساس، وما قام به عرفات مؤخراً هو محاولة لوقف العنف، ولكن علينا ان ندرك ان وقف العنف مسؤولية اسرائيل بالاساس وان العمليات الفلسطينية هي لصد هذا العنف ومقاومة الاحتلال، والقضاء نهائياً عن المقاومة وموت الانتفاضة يعني السيطرة الكاملة لاسرائيل، وخروجاً من كل ذلك علينا تجاوز الخطب الرنانة والمواقف الكلامية ونقدم الدعم الحقيقي لفلسطين ودون ذلك لن يتغير شيئ وسوف تستمر العمليات الاستشهادية وتنشط منظمات وفصائل المقاومة الفلسطينية.
ليس الأول من نوعه
ويرى الدكتور كمال المنوفي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: ان مطالبة فصائل المقاومة الفلسطينية بوقف اعمال العنف ليس الاول من نوعه فقد سبق لك مطالبات ومناشدات عديدة لوقف العمليات التي تقوم بها منظمات وفصائل المقاومة الفلسطينية ولم تخضع هذه المنظمات لهذه الاحاديث والمناشدات فهذه مقاومة مشروعة وتأتي كرد فعل على ما تمارسه اسرائيل من اعتداءات بشعة وعمليات قمع وقتل وتشريد ضد الشعب الفلسطيني ومن ثم عمليات المقاومة هي الامل الباقي لشعبنا العربي في فلسطين.
وقال الدكتور كمال المنوفي: جميعنا يعرف ويشاهد كل يوم عمليات القتل والدمار الوحشي التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي بتعليمات مباشرة من السفاح الاسرائيلي شارون، وكيف تقوم اسرائيل بخنق الشعب الفلسطيني من خلال عمليات الحصار فماذا تتوقع من شعب يواجه كل صنوف العذاب. واشارالمنوفي الى ان وقف عمليات المقاومة لا يكون له تأثير في ظل اجواء الحرب التي تشنها اسرائيل ضد الفلسطينيين، كما ان منظمات وفصائل المقاومة الفلسطينية قد قامت من اجل تحرير الارض من العدو الاسرائيلي وتطهير الاماكن من الدنس الصهيوني، ورغم وجود بعض الفصائل التي قد تختلف او تتفق مع بعضها في كيفية وصيغ المقاومة الا ان جميعها لاترضى الصمت او السكوت حتى تنفذ ما يريده شارون وقد طلب شارون من قبل من الرئيس ياسر عرفات القاء القبض واعتقال قيادات منظمات وفصائل المقاومة الفلسطينية ولم ينجح في ذلك لان هذه العملية غاية في الصعوبة فكيف يمكن القبض على شعب بأكمله لا يرضى الذل والهوان تحت الحصار.
وحول التداعيات والنتائج التي يمكن ان تنعكس على الاوضاع في فلسطين قال د. المنوفي ليست هناك اي تداعيات فالاوضاع متفجرة بطبيعتها.
ويضيف المنوفي: ان الفترة المقبلة ستشهد المزيد من تدهور الاوضاع وهذا التدهور اعتقد انه سينعكس ايضاً على اسرائيل حتى تزداد عمليات الضغط الداخلي عليه لانه لا يستطيع كبح جماح الانتفاضة او القضاء على منظمات وفصائل المقاومة الفلسطينية والعمليات الاستشهادية، كل هذه تمثل ضغوطاً على شارون ويؤكد على فشل سياسته ومشروعه لتحقيق الامن لاسرائيل الامر الذي سيؤدي به الى السقوط، عند هذا الوضع يمكن ايجاد وضع جديد ليس امام منظمات وفصائل المقاومة بل امام التحركات السياسية، وشارون يريد اثبات نفسه بأفعال وحشية وتصريحات هنا وهناك هدفها المزيد من الضغط والحصار يساعده في ذلك موقف الولايات المتحدة الامريكية وخاصة عقب احداث 11 سبتمبر، فاسرائيل في حاجة حالياً لمن يعيدها الى صوابها على طريق التحركات السياسية والعمل طبقاً للقوانين الدولية.
صعب التحقق
ومن جانبه يرى الكاتب والمفكر الفلسطينيين الدكتور خالد الازعر: ان الرئيس ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية تحاول بذل كل مافي وسعها لاستئناف عملية السلام وتقدم كل ما يمكن عمله لتعود الامور لطبيعتها في اطار عملية السلام واعطاء فرصة للتحركات السياسية وقد لاقى الخطاب ترحيباً من قبل الدول الاوروبية والعربية وامريكا ولكن كيف تسير عمليات التفاوض في ظل الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية والمتواصلة ضد الشعب الفلسطيني دون مقاومة، كما ان هذه المقاومة مشروعة ليست ارهاباً، فكيف نطلب من صاحب حق ان يصمت ولا يدافع عن حقوقه وكيف نطلب من شخص يتعرض يومياً للضرب والقتل والقمع ان يظل ساكتاً لا يتحرك حتى تأخد الامور مجراها، واعتقد ان هناك نوعاً من الشد والجذب بين السلطة الفلسطينية والسلطات الاسرائيلية حول محاولات التوصل لاعادة عملية السلام.
|
|
|
|
|