| مقـالات
* * للأخوين الكريمين عبدالله السدحان وناصر القصبي تقدير خاص مني ومن المشاهد السعودي ذلك أنهما استطاعا خلال السنوات الماضية أن يقدما أعمالاً تمثيلية ناجحة جمعت بين الإفادة والإقناع.. بين المعالجة الجادة، وفي نفس الوقت الطرح الكوميدي..!
لكن..!
أحسب أن هذا النجاح الذي حققاه بدأتْ شمسه تغيب ذلك أن برنامجهما «طاش ما طاش» هذا العام كان في أغلب حلقاته رديء المستوى طرحاً وهدفاً وإمتاعاً..!
لقد كانت أكثر الحلقات باتفاق كثير من المشاهدين غير موفقة.. كان بعضها يطرح قضايا تافهة ومشكلات ليست موجودة بالمجتمع إلا بشكل نادر مثل الحلقة التي اعترض فيها الضيف على مضيفه بسبب «وليمة تكريمه» إنني لا أعتقد أن أحداً في مجتمعنا حالياً يعترض على نوع المائدة التي يعرضها المضيف لضيفه إلا بشكل نادر وهذا لا حكم له.
أو أن بعض الحلقات عبارة عن تهريج لا يقدم إمتاعاً ولا هدفاً، أو أنها حلقات فيها مبالغات غير معقولة مثل حلقات «السحر» التي تم طرحها بشكل مبالغ فيه جداً مما جعلها تفقد رسالتها وإمتاعها، ومثل الحلقة التي اعترضت فيها الزوجة على «كرش المتقدم لها» وبلغ الأمر أن «المخطوبة» تطلب عندما سألها المأذون عن موافقتها أن يستدير خاطبها على كل الجهات ثم أبدت عدم موافقتها.. ترى أين يحدث هذا؟ حتى لدى أكثر الشعوب والنساء تحرراً..!
ولكي أكون منصفاً فهناك حلقات جيدة ذات أفكار هادفة وفي نفس الوقت قدمت بطرح كوميدي جميل مثل حلقة الشباب والبحث عن عمل وحلقة تأخير «المعاملات».. ومثل حلقة «الشعر» الشعبي.
وبعد:
أيها العزيزان عبدالله وناصر: إنني من واقع تقديري لموهبتكما، ولأنني لا أريد أن ينصرف الناس من مشاهدة «طاش ما طاش» بشكل نهائي، وقد بدأت بوادر ذلك هذا العام حيث أصبح عدد كثير من المشاهدين يتابعون برامج ومسلسلات أخرى في فترة المغرب بعد أن كانوا متسمرين أمام الشاشة السعودية في السنوات الماضية عندما كان يتم تقديم حلقات متميزة، بقدر ما فيها من جدية الهدف، فإن فيها من الإقناع والإضحاك الكثير..!!
إنني أقترح عليكما أحد اقتراحين: إما أن تتوجها إلى فكرة جديدة ما دامت «طاش ما طاش» قد استنفدت أغراضها على مدى تسع سنوات «كثَّر الله خيركما» وهذا ليس عيباً، فهذا الفنان الكويتي داود حسين يقدم كل عام فكرة جديدة وينجح فيها.
والاقتراح الآخر: أن تقدما «طاش ما طاش» بطريقة جديدة وأسلوب آخر، وربما تطلبا من المشاهدين مشاركتهم باقتراح برنامج جديد، وكما عملتما في طلب أفكار ل «طاش ما طاش» فربما يدلكما المشاهد على فكرة جديدة لبرنامج تحققان فيه فكرة تجديدية تحقق للبرنامج نقلة تضيفان فيها نجاحاً آخر مثلما حققتما في «طاش ما طاش» وتتنقلان بموهبتكما من فترة الغروب إلى فترة الإشراق والتألق مرة أخرى وفي كل الأحوال لابد من عرض الفكرة وأسلوب الحوار فيها قبل تقديمها كعمل فني على من تثقان به وحبذا لو كانوا أكثر من شخص، ويكون من بينهم تربوي متمرس وأحياناً طالب علم شرعي أو رجل مجتمع ذو تجربة حياتية وذلك لأن برنامجكما مشاهدوه كثر من مختلف الطبقات والشرائح وهو ذو تأثير طيب.
وفقكما الله.
***
* * تلويحة لرمضان * *
* * ألا يحس الواحد منا بوحشة بعد رحيل رمضان..!!
أجل لقد اعتدنا «رمضان» بكل إشراق ليله، وسكينة نهاره
«بروحانيته» التي تفيض على الروح طهراً.
«بنهاراته» التي تنساب أنهاراً من التأمل والهدوء.
«بأضواء الإيمان» في لياليه التي تتوشَّح فيها الشوارع والمساجد بترتيل آيات الله. «بلحظاته» التي تدثِّر النفوس بصفائها وطمأنينتها.
«بإشراقات» الحرمين الشريفين القدسية والمسلمون بين طائفين ومصلين نراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً.
«بأصوات» أئمة الحرمين الخاشعة الرخيمة في صلوات التراويح والتهجد «السديس والشريم» في مكة المكرمة و«البدير» في المدينة المنورة.
ترى..!!
كيف تسربت أيام رمضان ولياليه كما تتسرب أغلى الأشياء دائماً.
لقد افتقدنا رمضان..!
افتقدنا تلك اللحظات الجميلة التي ننتظر فيها الإفطار وقبلها ننتظر رحمة الله .
لقد غابت تلك الأصوات الحميمة الخاشعة من الأئمة الأخيار في الحرمين وفي المساجد الأخرى التي كانت ترتل القرآن ترتيلاً فتخشع القلوب وتبكي الأعين.
وداعاً رمضان وإلى لقاء مضيء قادم معك.. مع أنوار لياليك وصفاء نهارك، وطمأنينة لحظاتك.
|
|
|
|
|