أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 29th December,2001 العدد:10684الطبعةالاولـي السبت 14 ,شوال 1422

عزيزتـي الجزيرة

حتى لا تصبح الأهواء سيدة الموقف
يجب إعادة النظر في طريقة تقييم الطلاب في الجامعات
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما شيّدت حكومتنا الرشيدة الجامعات المختلفة في جميع ارجاء المملكة لم يكن هدفها سوى تكوين البنية التحتية للفكر والمعرفة وذلك لانتشال المجتمع من غياهب الظلمات الى نور العلم والمعرفة ومن زنزانة الجهل الى رحابة العلم وتم بعد ذلك استقطاب الكوادر التعليمية سواء من داخل المملكة او خارجها لتعليم ابنائنا الطلاب سائر أنواع العلوم المعرفية والادراكية كالعلوم الاسلامية والادبية والتربوية والعلمية كالطب والفيزياء والكيمياء والزراعة حتى اصبح تعليمنا يشار اليه بالبنان وهذه شهادة نعتز بها خصوصاً اذا صدرت من مفكرين وخبراء لهم مجال واسع من الناحية العلمية ولقد ذكر لي احد زملائي وأصدقائي ممن اكملوا تعليمهم في امريكا انه كان يجيب على تساؤلات الامريكان بسهولة ويسر بينما بقية الطلاب في مجموعته لا يجرؤ احدهم على الإجابة لجهلهم بها وكان الدكتور الامريكي يسأله دائماً كيف تستطيع ان تجيب على هذه الأسئلة فقال له:
هذه التي تدرسونها في جامعاتكم نحن ندرسها بالثانوية العامة فاندهش اندهاشا غريبا من قوة مناهجنا، الحاصل أننا بعدما استقطبنا المفكرين واصحاب العلم والمعرفة لتعليم أبنائنا استمر الحال بصورة جيدة حتى انجبت الجامعات خيرة الكفاءات والكوادر السعودية ولكن في الآونة الاخيرة أصبح هناك تلاعب من )فلاسفة التربية( اذا صح التعبير يكمن في عدم تصحيح اوراق الاختبارات وإجابات الطلاب ووضع الدرجات تخمينيا وعلى حسب معرفة الشخص من عدمها وقد تدارست هذا الموضوع مع عدد من طلاب الجامعات فقال لي احدهم بأن درجته في احدى المواد كانت ثابتة لمدة اربع سنوات لأنه كان يدرّسها شخص واحد ولم تزد ولم تنقص بالرغم من اختلاف إجابته وآخر ذكر لي قصة نقلها عن شخص آخر حيث كان من المتفوقين جداً وفوجىء وقت الامتحانات بإخفاقه في هذه المادة بالرغم من إجابته الصحيحة وهكذا تتكرر المآسي والأحزان فأين عمادات الجامعات والكليات من هذه الحالات المتكررة التي تحصل في جامعاتنا وكلياتنا أليس الاحرى ان يتم التدقيق وراءهم ومحاسبتهم حتى لا تتفاقم المشكلة وتصبح المصالح الشخصية والمادية هي سيدة الموقف.
إن الوضع في الجامعات والكليات يحتاج الى إعادة دراسته وفحصه واجراء اختبارات دقيقة لنظامه ومحاسبة المقصرين حتى لا تذهب جهود أبنائنا الطلاب ادراج الرياح وان يُعطى كل ذي حق حقه بنزاهة وحيادية بعيداً عن الأساليب الملتوية التي تجلب لنا الإحباط النفسي وتجلب لأبنائنا شعوراً بعدم الثقة في أنفسهم لاسيما وانا نريد ان نغرس بذرة صالحة في المجتمع.
هذه دعوة نوجهها إلى العمادات بشأن النظر في شكاوى الطلاب حول درجات المواد والنظر فيها بجدية اكبر وتكوين لجنة من خارج نطاق الجامعة او الكلية لضمان المصداقية والوضوح بدلا من الروتين المتبع الذي تفرضه الجامعات عندما يريد طالب مراجعة ورقة إجابته إننا في هذا الوقت نحتاج الى صرامة قوية وإلى مجهود أكبر حتى نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت ونعرف ما يصلح لنا فنسير عليه وما يخالف تقاليدنا من مكر وخداع وتحايل فنقضي عليه أما ان يترك الأمر لدكاترة الجامعات يسيّرون الأمور على رغباتهم فهذا أمر غير منطقي ونحن لا نعمم ذلك على الجميع فالواقع يشهد بوجود كوادر راقية المستوى لا تنظر الى تلك المعاملات الهابطة وحقا إنهم رجال التعليم الأوفياء الذين سيكتبهم التاريخ في ذاكرته وسيحفر لهم الزمن نقوش التراث والاصالة وستبقى سيرتهم تتلألأ على مرّ الأيام والعصور ولكن يبقى هؤلاء القلة التي تحتاج الى كلمة ناصحة لهم ليعدلوا عما هم فيه فهل تحقق وزارة التعليم العالي ذلك؟
عبدالرحيم علي محمد المالكي
الطائف مدرسة الأحلاف

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved