| محليــات
منذ فجر التاريخ والعرب تردد وتقول: لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك، ويمكن بتحوير حسب مقتضى الحال أن نقول: قلمك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك، وأفضل تطبيق لهذا المثل هو أن تتعرض للعلاقة بين الهلال والنصر بشكل محايد، فالحياد معناه كسب عداء الطرفين، وتكريسهما ضدك، فأي نقد بناء لأي من الفريقين يعني أنك أصبحت عدواً يجب محاربته، ولن يغفر لك أنه سبق أن انتقدت الفريق الآخر من قبل. فالقاعدة «إما معي أو ضدي» كحرب أمريكا على ما تسميه الإرهاب، قبل أن تتحدث عن الهلال والنصر عليك أن تعلن ولاءك لأحد الفريقين منذ الكلمة الأولى، وعليك في الوقت نفسه أن تستمر في إعلان ولائك في كل سطر، وأن تستمر في إعلان ولائك حتى نهاية حياتك وأن تضمن وصيتك لتؤكد هلاليتك أو نصراويتك لتزيل أي ضبابية فمهما كبرت وتبدلت بك الأيام وأخذتك كل مأخذ وأصبحت تنظر بمقاييس معينة لا بد أن تعرف أن الحياد طريق محفوف بالمخاطر.
فكرت مرة أن أنشئ منظومة وطنية تحت عنوان «منظومة عدم الانحياز» ينضم إليها كل من يرى أنه محايد في الصراع العظيم الدائر بين الهلال والنصر.
من المعروف في الأزمنة القديمة عندما كانت «الكورة» تجتذب الناس إلى الحضور إلى الملعب. كان الملعب مقسوما إلى قسمين: الجهة الجنوبية من الملعب للهلال والجهة الشمالية للنصر، وأعضاء منظومة عدم الانحياز يجلسون في المنصة، وأظن أن الأمور تفاقمت الآن وأصبح عدم الانحياز يشكل خطرا على صاحبه، لأنه سيكسب عداء الطرفين. كما أن هذه المنظومة إذا أنشئت رسميا ستكون أول جهاز في العالم يوحد بين الفريقين، لأن كل فريق سوف يؤكد أن هذه المنظومة عدو يجب محاربته على أساس أن الفريق الآخر هو الذي أنشأها، بعض الناس يعيد هذا العداء المستحكم بين الفريقين إلى دوافع بشرية أما أنا فقد توصلت إلى سبب آخر أهم وأقوى..
للحديث بقية..
Yara4me@Hotmail.com
فاكس:4712164
|
|
|
|
|