| متابعة
*
* شاكوتي )كشمير( إسلام أباد - بين روز ا ف ب أ. ش. أ :
عندما تنتشر جيوش على الحدود وجها لوجه مستعدة للحرب فان هذا الوضع يوحي بمستودع ضخم من الذخائر يمكن لشرارة صغيرة ان تفجره.
بهذه العبارات وصف الجنرال الباكستاني محمد يعقوب خان للصحافيين أمس الأول الوضع على خط المراقبة الحدود الفاصلة بين كشمير الهندية والباكستانية في جبال الهمالايا. فقد تم تعبئة القوات في هذه المنطقة ووضعت في حالة تأهب في حين تستمر نيودلهي وإسلام آباد في تبادل التهديدات والتحذيرات.
ويعود التوتر العسكري الى اتهامات الهند المتكررة لباكستان بأنها تقف وراء العملية التي نفذها في 13 كانون الأول/ديسمبر أنصار مفترضون لتيار إسلامي راديكالي ضد البرلمان.
ونفت إسلام آباد أي تورط لها ودانت الاعتداء الذي أوقع 14 قتيلا بينهم المهاجمون الخمسة وبدأت باكستان تقيد نشاطات حركتي عسكر الطيبة وجيش محمد اللتين تتهمهما الهند بتنفيذ العملية ضد البرلمان ووضعتا على القائمة السوداء الأمريكية. لكن نيودلهي وصفت هذه التدابير بأنها سطحية واستمرت في ممارسة ضغوط كبيرة على باكستان وأعلنت أمس الأول عقوبات جديدة ضد إسلام آباد )تخفيض التمثيل الدبلوماسي ومنع الطائرات الباكستانية من التحليق في الأجواء الهندية اعتبارا من الأول من كانون الثاني/يناير(. وتحاول الهند على ما يبدو الإفادة من حملة مكافحة الإرهاب عالميا لعزل جارتها ومنافستها في آسيا الجنوبية التي دعمت حركة طالبان في أفغانستان حتى اعتداءات 11 ايلول/ سبتمبر في الولايات المتحدة.
وتملك كل من الهند وباكستان القنبلة النووية الا ان نيودلهي تتمتع بتفوق كبير في مجال الأسلحة التقليدية. وقال الجنرال يعقوب خان الذي يقوم بجولة تفقدية على خط المراقبة في ولاية كشمير التي يطالب بها البلدان في حال نشوب حرب لا سمح الله. فان احدا لن يتمكن من السيطرة على الوضع وأكد الضابط الباكستاني في حال وضعت استمرارية احد البلدين على المحك فلا يمكننا التأكيد بأن السلاح النووي لن يستخدم. وأضاف الجنرال الذي يتولى امرة نحو 3500 رجل في هذا القطاع لا نعتزم على الاطلاق شن حرب وان جميع تدابيرنا دفاعية محضة وأكد ان الأمر يتعلق بأخطر مرحلة شهدها منذ بدء مهمته على خط المراقبة.
وفي إسلام آباد أكد الناطق باسم الحكومة العسكرية الجنرال رشيد قرشي أمس الأول ان باكستان تأمل في ان تغلب الحكمة وان الهند ستسعى الى خفض حدة التوتر.
وقال لكن في حال لم يحصل ذلك فإننا قادرون على التحرك او الرد بشتى الوسائل المتاحة. وبعد ان وجه التحذير سعى الناطق الباكستاني الى التقليل من مخاطر التصعيد العسكري الذي قد يؤدي الى نزاع نووي.
وأعلن الجنرال قرشي ان الهند وباكستان دولتان مسؤولتان مضيفا لا اعتقد ان احدا يستطيع التفكير بذلك )حرب نووية( بطريقة واقعية. انها )وسائل( رادعة لا يفترض ان تتجاوز هذا الخط. وفي قطاع شاكوتي قال الجنرال يعقوب خان ان باكستان عززت مواقعها على طول خط المراقبة )شرق( وانه لم يتلق تعزيزات في القطاع الغربي عند الحدود الأفغانية حيث يشارك آلاف الجنود الباكستانيين في مطاردة قوات طالبان ومقاتلي القاعدة الفارين من أفغانستان.
وقال الجنرال يعقوب خان ان باكستان لم تنقل صواريخ نووية الى كشمير. وشاهد الصحافيون من الموقع الذي ادلى الضابط بتصريحاته على بعد مئة متر أربعة مواقع هندية مخبأة بين أكياس الرمل مجهزة بمدافع هاون وقاذفات صواريخ ورشاشات.على ذلك تصاعد التوتر مساء أمس الأول بشدة بين باكستان والهند بعد سلسلة من الإجراءات الانتقامية والتهديدات المتبادلة بين الدولتين النوويتين في منطقة جنوب آسيا غير أن اللجوء للبديل النووي لحسم النزاعات بينهما استبعد رسميا في إسلام آباد بصورة واضحة. وقد تعهد الرئيس الباكستاني برفيز مشرف في لقاء عقده أمس الأول في إسلام آباد مع ممثلين لعلماء الدين بحماية وحدة أراضي باكستان وضمان سلامة ترابها الوطني مهما كان الثمن مؤكدا على أن باكستان مستمرة في دعمها السياسي والدبلوماسي والمعنوي لحركة الكفاح من أجل الحرية في كشمير.
ووفقا لبيان رسمي صدر أمس الأول في اسلام ابشد فان الجنرال برفيز مشرف سيكون على رأس الوفد الباكستاني في القمة الحادية عشرة لدول رابطة جنوب آسيا للتعاون الاقليمي التي ستعقد اعتبارا من الرابع وحتى السادس من شهر يناير المقبل في العاصمة النيبالية كاتماندو.
وأشار البيان الى أن باكستان ستستضيف القمة الثانية عشرة التي ستعقد في عام 2003 لهذا التجمع الاقليمي الذي يجمع بين باكستان والهند جنبا الى جنب مع بنجلاديش وسريلانكا ونيبال والمالديف وبوتان.
ودون التطرق لإمكانية عقد لقاء باكستاني/هندي على هامش قمة كاتماندو نوه البيان الرسمي الباكستاني الى ان رؤساء دول أو حكومات الهند وبنجلاديش وبوتان والمالديف وسريلانكا سيشاركون في القمة التي يحضرها الرئيس الباكستاني برفيز مشرف.
وقد قررت الحكومة الباكستانية أمس الأول خفض حجم البعثة الدبلوماسية الهندية لدى باكستان بمقدار النصف وعدم السماح بتاتا لأي عضو من أعضاء هذه البعثة بالخروج عن نطاق العاصمة الباكستانية إسلام آباد مع عدم السماح للطائرات الهندية باستخدام الأجواء الباكستانية اعتبارا من الأول من شهر يناير المقبل. وتعد هذه هي المرة الأولى منذ اندلاع الأزمة الناجمة عن إطاحة عناصر مسلحة لمقر البرلمان الهندي في الثالث عشر من شهر ديسمبر الحالي التي ترد فيها باكستان بالمثل على إجراءات اتخذتها الهند. واستبعد الميجور جنرال راشد قريشي المتحدث باسم الرئيس الباكستاني برفيز مشرف الخيار النووي لحسم النزاعات بين بلاده والهند معتبرا ان هذا البديل غير عقلاني كما يفتقر للواقعية.
وقال قريشي في تصريحات للصحفيين اليوم بإسلام آباد أن الأسلحة النووية ليست أكثر من أداة ردع مؤكدا من جديد على انه لا يمكن لباكستان أو الهند اللجوء لاستخدام الأسلحة النووية في حرب بينهما.
وكانت الحكومة الهندية قد قررت في وقت سابق امس فرض سلسلة جديدة من العقوبات على باكستان تضمنت حظر استخدام الطائرات التابعة لشركة الخطوط الجوية الباكستانية للأجواء الهندية اعتبارا من اليوم الأول في العام الجديد فضلا عن خفض عدد أعضاء البعثة الدبلوماسية الباكستانية في نيودلهي بمقدار النصف وهو ماتقرر أيضاً بالنسبة لحجم البعثة الدبلوماسية الهندية في إسلام آباد. كما قررت الحكومة الهندية تحديد تحركات أعضاء البعثة الدبلوماسية الباكستانية بحيث لاتخرج عن نطاق العاصمة الهندية نيودلهي في إطار ماوصف بضغوط تستهدف حمل الحكومة الباكستانية على اتخاذ إجراءات ضد منظمتي العسكر الطيبة وجيش محمد اللتين تتهمهما نيودلهي بالتورط في عملية اقتحام مقر البرلمان الهندي منذ اسبوعين والتي أسفرت عن مقتل 14 شخصا. وأعرب عزيز خان المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية عن شعور حكومة باكستان بخيبة الأمل حيال الإجراءات التصعيدية التي اتخذتها الحكومة الهندية موضحا ان الإجراءات التي اتخذتها حكومته جاءت في إطار الرد بالمثل مشيرا الى انها قد أبلغت للبعثة الدبلوماسية الهندية في إسلام آباد. ووصف عزيز خان في بيان صحفي مقتضب مساء أمس الأول بإسلام آباد الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الهند بأنها لن تؤدي سوى لمزيد من التصعيد للموقف المتوتر الأمر الذي لاينطوي على أي بادرة إيجابية. ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية الهند لوقف تحركاتها العسكرية فورا والتفاوض مع بلاده لنزع فتيل الأزمة الراهنة فيما نفى بشدة صحة ما ذكرته السلطات الهندية حول ارتباط المواطن الهندي محمد سميع الدين الذي اعتقل على ذمة التحقيقات في حادث الهجوم على مقر البرلمان الهندي بالمخابرات الباكستانية. وكان التوتر قد تصاعد التوتر في الآونة الأخيرة بين باكستان والهند بصورة تنذر بخطر حدوث مواجهة وسط أنباء عن اشتباكات متفرقة وحشود عسكرية وتحركات غير عادية على الحدود بين الدولتين النوويتين فيما قررت الهند يوم الحادي والعشرين من شهر ديسمبر الحالي سحب سفيرها من إسلام آباد على خلفية الأزمة الناجمة عن حادث اقتحام مقر البرلمان في نيودلهي الى جانب وقف حركة النقل البري بالحافلات اضافة لقطارات السكك الحديدية بين البلدين اعتبارا من الأول من يناير المقبل.
وفسر عزيز خان المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية إحجام بلاده عن سحب سفيرها في نيودلهي ردا على قيام الهند بسحب سفيرها من إسلام آباد برغبة باكستان في الإبقاء على قنوات مفتوحة للاتصال مع الهند تفاديا لمزيد من التدهور في الأوضاع.
وأكد الميجور جنرال راشد قريشي أن الخط الهاتفي الساخن بين رئيسي هيئتي العمليات في الجيشين الباكستاني والهندي مازال مفتوحا وأن الجانبين تحدثا عبر هذا الخط مع بدء قيام الهند بدفع تشكيلات عسكرية صوب الحدود بين الدولتين وخط السيطرة الفاصل بين شطري كشمير.
وكانت الهند قد قررت مؤخرا إبعاد شريف خان أحد أعضاء البعثة الدبلوماسية الباكستانية في نيودلهي من الأراضي الهندية بعد ان اعتبرته شخصا غير مرغوب فيه بينما أكدت الحكومة الباكستانية ان هذا الدبلوماسي تعرض للخطف والاحتجاز والضرب المبرح من جانب عناصر في المخابرات الهندية وعلى الرغم من قيام السلطات الباكستانية مؤخرا باتخاذ إجراءات تضمنت تجميد أرصدة منظمة العسكر الطيبة في البنوك والتحفظ على مسعود أزهر زعيم منظمة جيش محمد فقد اعتبر جاسوانت سينغ وزير الخارجية الهندي هذه الإجراءات تجميلية فيما استبعد أي مفاوضات مع باكستان في المرحلة الراهنة.
وبينما أعلن جورج فيرنانديز وزير الدفاع الهندي ان عملية نشر مزيد من القوات الهندية على امتداد الحدود مع باكستان ستستكمل في غضون الأيام القليلة المقبلة وصف الميجور جنرال راشد قريشي المتحدث باسم الرئيس الباكستاني برفيز مشرف القرار الهندي بدفع قوات جديدة للحدود بأنه أمر مثير للقلق البالغ.
|
|
|
|
|