أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 29th December,2001 العدد:10684الطبعةالاولـي السبت 14 ,شوال 1422

متابعة

عام 2001 كان مليئاً بالمصاعب السياسية والاقتصادية بالنسبة للعرب
* القاهرة آن بياترس كلاسمان د.ب.أ:
كان عام 2001 عاما صعبا بالنسبة للعالم العربي من الناحيتين السياسية والاقتصادية فقد أدت هجمات 11 أيلول/سبتمبر على نيويورك وواشنطن والتصاعد الشديد في العنف في الاراضي الفلسطينية وخسارة عوائد ضخمة من مصادر حيوية للدخل مثل السياحة والنفط الخام، إلى تقويض العديد من التطورات الايجابية التي حققها العالم العربي في السنوات الاخيرة.
ورغم أن الانتفاضة الفلسطينية وحملة الضربات الانتقامية الاسرائيلية بدأت في خريف عام 2000، إلا أن صبر العرب لم ينفد إلا في عام 2001 عندما أدركوا بأن حلا للقضية الفلسطينية لم يعد يلوح في الافق.
وخلال عام 2001 تزايد عدد الهجمات الانتحارية التي نفذها الفلسطينيون.
وقال أحد المسؤولين الحكوميين في مصر «في البداية لم نعتقد أن شخصا مثل أرييل شارون سوف يتعامل بقسوة مع الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في السابق».
وأضاف «والآن نرى الامور بشكل مختلف»، كذلك فإن سوريا تنتظر سقوط حكومة شارون، ويقول مستشار بالحكومة السورية في دمشق «لا أعرف كيف يمكن أن نصل إلى حل مع هذا الشخص»، وتؤدي دوامة العنف والعنف المضاد في إسرائيل والمناطق الفلسطينية إلى خلق مزيد من المشكلات للقادة العرب، من بينها مشكلات داخلية.وقد أدت الحرب في أفغانستان، والتي يعتقد الكثيرون في العالم الاسلامي أنها «حرب صليبية أمريكية غير مبررة ضد من يشتبه في أنهم إرهابيون».
وكذلك سياسة القبضة الحديدية التي يتبناها شارون بالاضافة إلى السياسات الامريكية في الشرق الاوسط التي يرى العرب أنها منحازة لاسرائيل، أدت إلى زيادة مشاعر العداء للغرب في المنطقة، ووجدت الحكومات العربية من الرياض إلى بيروت، نفسها في مأزق شديد: فهي بين مطرقة التأييد الواضح للولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب وبالتالي توقع اندلاع احتجاجات في الداخل، وسندان معارضة الولايات المتحدة وبالتالي المجازفة بخسارة المساعدات الاقتصادية أو في أسوأ الاحوال، التعرض لضربة عسكرية أمريكية عقابية.
واستطاعت معظم الدول العربية التوصل لحل وسط يخرجها من مأزقها، فمن ناحية انتقدت الحملة الامريكية ضد أفغانستان لانها توقع ضحايا من المدنيين الابرياء.
ومن ناحية أخرى أعلنت هذه الدول تضامنا عاما مع الحملة الامريكية ضد الارهاب، وفي ذات الوقت أوضح العرب بجلاء أنهم لن يسمحوا بتوسيع الحملة العسكرية لتطال دولاً عربية.
وما من شك في أن الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 أيلول/سبتمبر قد أحدثت تغييرا كبيرا في حياة الناس في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، فبالنسبة للاقلية التي تشعر بالاحباط في العالم العربي أسامة بن لادن بطل بإمكانه أن «ينازل» الولايات المتحدة، إلا أن الغالبية يشعرون أن الغرب قد وصمهم ظلما «بالارهابيين العرب» بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، كما كان للهجمات على الولايات المتحدة تداعياتها السلبية على الاقتصاديات العربية، فقد ألغى رجال الاعمال العرب رحلاتهم لاوروبا والولايات المتحدة خوفا من تعرضهم لاعمال انتقامية عدائية
وفي بلد مثل مصر، التي تحصل على نسبة كبيرة من دخلها من السياحة، أدى نقص العملة الاجنبية إلى كبح عمليات الاستيراد، وعانى أصحاب الفنادق وبائعو التحف التذكارية وشركات السياحة من خسائر فادحة حيث قرر الامريكيون واليابانيون والاوروبيون عدم السفر للمنطقة خوفا من التعرض لهجمات إرهابية.
وكان عام 2001 بالنسبة للدول العربية المصدرة للنفط عاما صعبا أيضا، فرغم أن أسعار النفط الخام تعافت قليلا مع نهاية العام إلا أنه لم يكن بالامكان تحقيق سقف السعر الذي تسعى منظمة الدول المصدرة للنفط )أوبك( إلى تحقيقه، وهو ألا يقل عن 20 دولارا للبرميل، وكان سعر برميل النفط في خريف هذا العام أقل 11 دولارا عن سعره العام الماضي.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved