|
| الثقافية
* كتب/ سهم الدعجاني:
صدر مؤخراً الجزآن الأول والثاني من السنة السابعة والثلاثين من مجلة «العرب» التي تصدر كل شهرين عن دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر التي أسسها علاّمة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله والتي تعنى بتاريخ العرب وآدابهم وتراثهم الفكري، وهي بهذين الجزءين تدلف إلى سنتها السابعة والثلاثين، كما أنها بهذا العدد قد تجاوزت سنة كاملة من عمرها بعد وفاة مؤسسها الشيخ حمد الجاسر رحمه الله .
العدد الجديد من مجلة «العرب» تصدّرته كلمة تفوح حباً ووفاء لها ولمؤسسها الراحل كتبها رئيس تحريرها معالي الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد الضبيب عضو مجلس الشورى وأحد ابرز تلاميذ الشيخ الراحل الجاسر والذي قال واصفاً حاله وحالة هيئة التحرير الذين ساهموا في إكمال مسيرة «العرب»: لقد كانت السن الماضية بالنسبة لنا سنة الحزن بعد وفاة شيخنا العلاّمة حمد الجاسر، أسبغ الله على مثواه شآبيب الرحمة، الذي أشرف على تحرير الجزء الأول من السنة السادسة والثلاثين )رجب وشعبان سنة 1421ه( ثم لقى ربه في السادس عشر من جمادى الثانية من ذلك العام، وكان على هيئة التحرير منذ تكونت أن تتخذ لنفسها منهجاً تسير عليه، وهكذا لم نجد بداً من أن نتمرد على الحزن والألم وأن نصرف الوقت والجهد في عمل يحقق أهداف هذه المجلة عندما أنشأها ذلك الراحل الكبير، الذي جعل منها منبراً للبحوث الجادة في ثقافة العرب وتراثهم الفكري.
ويواصل الدكتور الضبيب وصفه لذلك الوفاء المثمر قائلا: «ولذلك لم نستسلم للعاطفة فنجعل المجلة ساحة للرثاء والبكاء على كثرة ما قيل في رثاء حمد الجاسر، داخل الوطن وخارجه، وإنما اخترنا الطريق الأجدى والأصعب، وهو أنَّ تستمر المجلة مشعلاً مضيئاً في دنيا التراث والثقافة.
ثم ختم الدكتور الضبيب افتتاحية العدد بالشكر لكل من احتضن هذه المجلة في بداية هذه المرحلة الصعبة من تاريخها، وفي مقدمة الجميع قيادتنا الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، الذي أسبغ على هذه المجلة أيادي كريمة من الرعاية والاهتمام، كما نشكر معالي وزير الإعلام الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي، الذي يسّر وصحبه الكرام للمجلة الاجراءات الرسمية بوقت قصير، كما نشكر زميلنا الدكتور عايض الردادي الذي أشرف على تحرير الأعداد الأولى من هذه المرحلة.
وقد ضم العدد الجديد من مجلة «العرب» الحلقة الأربعين من «التصحيف في أسماء المواضع الواردة في الأخبار والأشعار بقلم الشيخ حمد الجاسر رحمه الله والتي يُشير فيها الشيخ إلى أسماء أكثر من موضع في جزيرة العرب تبين له أنها محرفة، وأن بعض المواقع لم تُضبط حدودها أو اختلف في ضبطها، وبعضها الآخر يوجد تباين في تحديد المسافات بينها. كما ضم العدد الجديد موضوعاً عن صورة المدينة في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية كتبه الباحث باسم عبدالحميد حمودي.
أما الدكتور قاصد ياسر الزيدي فتناول في بحث «المعراض» المصطلح البلاغي القديم وفرّق بينه وبين مصطلح «التعريض» المعروف في البلاغة العربية، كذلك الباحث السعودي فالح بن ذياب العتيبي تناول كتاب «جمهرة النسب» للكلبي الذي حققه الدكتور ناجي حسن في طبعته الأولى، تناوله بالتصويب والتعليق. أما الباحث محمد حسين الأعرجي فقد استدرك على ديوان اللجلاج الحارثي، كما ان الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد تساءل في مقالة له جميلة عن اللجلاج الحارثي أهو عبدالملك بن عبدالرحيم الحارثي؟ وختم مقالته بقوله: «وعلى ذلك فإني أرجح أن عبدالملك بن عبدالرحيم الحارثي ليس هو اللجلاج، ومن المحتمل ان يكون عبدالملك قد لقِّب بالحلاج أو بالجلاّج ثم صحِّف اللقب الى اللجلاج لتقارب الرسم من جهة، ولكن الرجلين حارثيان من جهة اخرى.
اما الباحث عباس هاني الجراخ، فقد كتب نظرات نقدية تحقيقية في ديوان جران العود النميري ثم بحث الشريف محمد بن حسين الصمداني أسرة بني فهر الهاشمية المكية ونشاطها العلمي ونسبها. وأخيراً يعرفنا الباحث الدكتورعبدالله الجبوري بالأديب اللغوي ابراهيم السامراني )1920 2001(.
وحوى العدد الجديد في بابه «مكتبة العرب» تعريفاً موجزاً بثلاثة كتب قدّمها الدكتور عبدالعزيز الهلابي وهي:
دليل إنشاء «سلاسل الأنساب» للدكتور عماد العتيقي.
وكتاب «الصمان» للاستاذ سعد الشبانات الذي قدّمه الشيخ حمد الجاسر رحمه الله وكتاب «قراءة في دراسات عن إمارة آل رشيد للدكتور عبدالله الصالح العثيمين.
ثم ختم العدد الجديد بقائمة من الكتب والمجلات الحديثة التي وردت مكتبة العرب.
هيئة تحرير المجلة تضم نخبة من تلاميذ الشيخ المعروفين وهم:
أ.د. عبدالعزيز بن ناصر المانع وأ.د. عبدالعزيز بن صالح الهلابي وأ.د.عبدالله بن صالح العثيمين، كما ان للشيخ الراحل حمد الجاسر موقعاً على شبكة الإنترنت، عنوانه:hffp:// www.hamadaljasser.com.
حيث يجد الزائر لهذا الموقع معلومات حديثة عن المجلة ومؤسسها ونبذ تعريفية عن مؤلفات الشيخ رحمه الله .
الأستاذ معن بن حمد الجاسر صاحب الامتياز المسؤول لمجلة «العرب» يبذل جهداً كبيراً في متابعة المجلة ودعمها الدعم اللازم براً بوالده الراحل حمد الجاسر رحمه الله وتقديراً لدور المجلة في خدمة حركة التراث العربي في بلادنا وتواصلاً مع هيئة التحرير بالمجلة الذين ينسب الفضل في استمرارها اليهم والى مكانتهم الاكاديمية.
|
|
|
|
|
