رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 28th December,2001 العدد:10683الطبعةالاولـي الجمعة 13 ,شوال 1422

عزيزتـي الجزيرة

المتفوقون والخوف من الاختبارات
من المؤكد أن التفوق أيا كان أمر ذا قيمة كبيرة ويجب علينا الحصول عليه عندما تكون لدينا القدرة العقلية المؤهلة لذلك، كما ينبغي لنا تنمية ذلك الدافع لدى غيرنا من أفراد مجتمعنا حينما يتوفر لديهم القدرة والاستعداد لذلك السلوك، كما أن كلاً منا يطمح في تفوق ابنه وتشريفه وعكس صورة حسنة عنه.
إلا أنه يلاحظ ان هذا التفوق لدى أغلب الطلاب هو تفوق دراسي فحسب، وذلك من خلال شهادات وتقارير المدرسة، كما ان بعض الطلاب حريص وجاد في الحصول عليه دونما إدراك لنتيجة ذلك او مؤداه، فقد يكون الهدف او الغاية هو طاعة او إرضاء أهله ومجتمعه لا غير، مع ان الهدف اسمى وأبعد من ذلك.
كما ان هناك افراطاً في الاهتمام لدى هؤلاء الأبناء بالاجتهاد والتفوق والتحصيل الدراسي والخوف من الاخفاق بحيث اصبح التفوق والنجاح هو الهدف الوحيد المهيمن على عقول بعض هؤلاء الأبناء وأولياء أمورهم، كذلك بغض النظر عن النواحي الأخرى من شخصية الابن والتي لها نفس القدر من الأهمية ان لم تكن أكثر، حتى ان الأمر أحياناً يصل بالطالب الى رفضه أداء احد الاختبارات «اختبار أعمال فصلية» بحجة المرض وخصوصاً عندما يواجه سؤالا ما لا يعرف اجابته، وتنتابه حالة نفسية غير طبيعية، وذلك نتيجة عدم ثقته بنفسه وبقدرته على اجتياز ذلك الاختبار والحصول على درجة مرضية لولي أمره قبل نفسه.
وبالتمعن في أسباب مثل ذلك الإفراط وجد انها متعددة كما انها تتنوع وتتباين حسب ظروف كل حالة فمن هذه الأسباب مثلاً:
1 ضغط بعض أولياء الأمور على أبنائهم للحصول على أعلى المستويات والمحافظة عليها.
2 تقيدهم بأساليب واجراءات قد لا تناسبهم أو تلائمهم، مما قد يؤدي الى انعكاسات سلبية على نفسياتهم، وظهور مخاوف واضطرابات وقلق لدي كثير منهم.
3 الشعور النفسي لدى بعضهم بضرورة المحافظة على التفوق، والخوف من الإخفاق لا لشيء إلا لأنه تعود على التفوق ويخشى ملاحظات او نقد الآخرين عند عدم الحصول على النتيجة المؤملة والمتوقعة منه.
عليه يجب علينا كآباء وأمهات تهمنا صحة ابنائنا الجسمية والنفسية ومن ثم مصلحتهم التربوية والتعليمية ان:
1 نتعامل مع ابننا «الطالب» على انه انسان له اخطاؤه، وان التقصير وارد منه، وألا نطالبه بما هو فوق طاقته، او ننمي عنده عقدة الحرص على الكمال والتطلع اليه والخوف من النقص وعدم الرضا به وان كان بسيطاً.
2 نهيئ له الفرصة في وضع برنامج ونظام دراسي خاص به وملائم له، وتوجيه نفسه بنفسه وتدارك اخطائه تحت اشراف ومتابعة منا.
3 لا نركز على نمو تحصيله الدراسي على حساب مجالات النمو الأخرى لديه مثل «النمو النفسي النمو الحسي والجسمي النمو العقلي النمو الاجتماعي».
لأنه من المؤكد انك كولي امر يهمك مستقبل ابنك لا ترضى ان يكون متفوقاً في دراسته إلا انه يعاني من مخاوف واضطرابات قد تتحول في النهاية الى مرض نفسي لا سمح الله.
عمر بن سليمان الشلاش
المرشد الطلابي بمجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة القسم المتوسط

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved