| أفاق اسلامية
مضى رمضان وانقضى وجاء بعده العيد ذلك اليوم السعيد، ذلك اليوم الذي كل الناس فيه في سعادة وحبور، إلا تلك الحسناء تلك الغالية تلك الدرة تلك التي رأيتها ولكن، كانت حزينة دنوت منها بعد أن كفكفت دموعها وبعد أن هدأت من روعها!! وقلت ما بالك أيتها الحسناء حزينة لِمَ أنت لوحدك في هذا اليوم السعيد؟!
قالت إيه يا عزيزي.. بهذا اليوم سأغيب عن اهتمام كثير من الناس، وبالتالي لم ولن يروني ومشكلتي أني أحبهم واشتاق إليهم، كحب الأرض وشوقها إلى الماء والنماء!!
قلت لها: أيتها الحسناء هل لي أن أعرف من أنت.. ومن هم أولئك الذين كانوا سبباً لحزنك؟
قالت: سأجيبك أولاً من هم أولئك فهم أناس أخذهم عني لذيذ المنام ودفء الفراش، واتباع النفس هواها وايثار كل ذلك على اللقاء بي، أما أنا فمحطة استراحة، وتزود لا أعمل إلا مرة واحدة في اليوم أزود من يحرص على اللقاء بي بزاد هو كل شيء في حياة الإنسان، والذي لو فقده لكانت الأنعام أسعد منه، ذلك الزاد هو زاد الإيمان، والأمان والطمأنينة، أنا وبكل اختصار صلاة الفجر مع الجماعة!!، أما أولئك فهم المصلون الذين تغص بهم المساجد في شهر رمضان، أما اذا رحل فلا أراهم حتى يهل هلال شهر رمضان القادم!!، أنا حزينة، لا لشيء سوى أن خيراً كثيرا يفوت عليهم، وإليك ما يبرهن على صدق قولي، قال صلى الله عليه وسلم «من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله» وقوله صلى الله عليه وسلم: «من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة، كان له كقيام ليلة «وقوله صلى الله عليه وسلم: «ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا» وقوله صلى الله عليه وسلم: «ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً».
ثم قالت: أما تعلم أني أمان لهم!!
قلت: لها كيف؟
قالت: ألم تقرأ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يتبعنكم بشيء من ذمته».
قلت لها ما رسالتك اليهم؟
قالت: «إنما أشكو بثي وحزني الى الله» وأتضرع إليه جل وعلا أن يردهم إلى الحق رداً جميلاً مذكرة اياهم بقوله تعالى «وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين» وقوله تعالى « وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها» وقول الشاعر:
يا غافلا عن العمل
وغره طول الأمل
الموت يأتي فجأة
والقبر صندوق العمل |
|
|
|
|
|